قبل بدء الاستفتاء على الاستقلال فى أسكتلندا المقرر له بعد غد الخميس ، توجه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى مدينة أدنبرة عاصمة الإقليم ، فى محاولة أخيرة لإثناء المواطنين الأسكلتدنيين عن التصويت بالانفصال. وأكد مكتب كاميرون أنه سيناشد مواطنى أسكتلندا بالبقاء فى الوحدة مع بريطانيا، حيث سيشبه أقاليم بريطانيا الأربعة ب»العائلة». وفى كلمته المتوقعة، سيحذر كاميرون الناخبين من أنه لن تكون هناك عودة عن الانفصال إذا ما اختاروه. فى الوقت نفسه ، خرجت الملكة إليزابيث الثانية عن صمتها للمرة الأولى فى تعليق على الحدث التاريخى الذى سيشهده التاج البريطانى ، ونقلت وسائل الإعلام البريطانية عنها قولها لأحد أفراد الشعب إنها تتمنى أن يفكر الأسكتلنديون مليا بشأن المستقبل. جاءت تصريحات الملكة فى أثناء خروجها من الصلاة الصباحية فى إحدى الكنائس قرب مقر العائلة المالكة فى بالمورال بأسكتلندا ، وذلك ردا على ملحوظة من أحد المواطنين بأنها لم تذكر شيئا عن الاستفتاء. وكان مصدر فى قصر بكنجهام قد صرح لوكالة أنباء رويترز بأن الملكة محايدة بحكم الدستور بعيدا عن السياسة ، وتعتبر أن الأمر يخص شعب أسكتلندا. من جهة أخرى، خرج المئات من الأسكتلنديين فى مظاهرات أمس أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» فى الإقليم، احتجاجا على تغطيتها المتحيزة ضد الانفصال. وحمل المتظاهرون العلم الأسكتلندى ، إضافة إلى لافتات مكتوب عليها "نعم للاستقلال". وردت متحدثة باسم "بى بى سي" على هذه الانتقادات بالقول : "نعتقد بأن تغطيتنا للاستفتاء كانت نزيهة وصارمة تماشيا مع توجيهاتنا المبنية على العدالة والنزاهة" ، بحسب تعبيرها. فى المقابل ، كثف أنصار الوحدة مع بريطانيا حملتهم، حيث جمعوا توقيعات المشاهير المنادية بالبقاء معا، وكان بينهم ديفيد بيكام نجم الكرة الشهير. وفى ظل انقسام شديد تضاءل فيه الفارق بين الرافضين للاستقلال والمنادين به، حثت كنيسة أسكتلندا أبناء الإقليم على العيش فى انسجام بغض النظر عن النتيجة. وأعلنت الكنيسة عن إقامة صلاة "مصالحة" بين الطرفين يوم الأحد المقبل بعد أن تكون نتيجة الاستفتاء قد ظهرت ، وذلك خوفا على السلام الاجتماعى بأسكتلندا.