احتفالا باليوم الدولى لمحو الأمية تحت شعار «محو الأمية والتنمية المستدامة».أكدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، فى رسالتها بمناسبة هذا اليوم «فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة وهى أن محو الأمية يغير الحياة بل يفعل أكثر من ذلك، إذ إنه ينقذ الحياة». وأشارت إلى أن أنشطة اليوم الدولى لمحو الأمية هذا العام ستركز على الروابط بين محو الأمية والتنمية المستدامة. وستؤكد هذه الأنشطة أن محو الأمية عامل قوى فى تمكين الناس من اتخاذ خيارات تعزز النمو الاقتصادى والتنمية الاجتماعية والبيئة المتكاملة. ويشكل محو الأمية أساس عملية التعلّم مدى الحياة، ويؤدى دوراً بالغ الأهمية فى بناء مجتمعات مستدامة ومزدهرة يسودها السلام. وشددت المدير العام فى رسالتها على أنه «يجب علينا أن نستثمر بقدر أكبر كل ما لدينا للقضاء على الأمية» وختمت بالقول: «أناشد جميع الدول وجميع شركائنا أن يضاعفوا بذل جهودهم - على الصعيدين السياسى والمالى - لكى يعترف اعترافاً تاماً بأن محو الأمية يمثل أحد أقوى العوامل المسرّعة لتحقيق التنمية المستدامة». وحذرت ايرينا بوكوفا فى هذا الصدد قائلة: «أن مستقبل هذا الجيل بين أيادى المعلمين. ويتعين علينا تعيين 5.2 مليون معلّم بحلول عام 2015، ونحن بحاجة إلى العمل بجد لدعمهم فى منح الأطفال حقهم فى التعليم العام والمجانى والجيد. وقالت إن فعاليات اليوم الدولى لمحو الأمية سيبدأ بحفل منح جوائز اليونسكو الخمس لمحو الأمية لعام 2014، وسيقام فى داكا وتشارك فيه رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة واجد، بالإضافة إلى إقامة مؤتمر دولى ستنظمه حكومة بنجلاديش واليونسكو تحت عنوان «تعليم الفتيات والنساء: ركيزة للتنمية المستدامة». وستتولى رئيسة الوزراء والمديرة العامة افتتاح هذا المؤتمر الذى يندرج فى إطار المبادرة العالمية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن «التعليم أولاً». ويبحث المشاركون اهتمام بلدان العالم إلى أهمية محو أمية الفتيات والنساء وتعليمهن فى تحقيق التنمية المستدامة وإسهامهما فى بلوغ الأهداف الإنمائية الدولية الجديدة التى ستعتمد فى عام 2015. وتجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن النساء يمثلن ما يقارب ثلثى البالغين الأميين فى العالم، البالغ عددهم 781 مليوناً، وأنه لم يحرز أى تقدّم فى تخفيض هذه النسبة منذ عام 1990. سيتطرق المشاركون فى المؤتمر إلى دور تعليم الفتيات والنساء ومحو أميتهن بوصفهما شرطين مهمين للتعلّم مدى الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، وسيستندون فى ذلك إلى ما اكتُسب من خبرات فى بنجلاديش وبلدان أخرى من العالم، وإلى نتائج التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع لعامَى 2013-2014. ويتضمن هذا التقرير أدلة تشير مثلاً إلى أن انتفاع جميع النساء بالتعليم الابتدائى قد يؤدى إلى تراجع وفيات الأطفال بنسبة السدس ووفيات الأمهات بنسبة الثلثين، وأن عدد حالات زواج الأطفال قد يتراجع بنسبة 14% إذا تمكنت جميع الفتيات فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب وغرب آسيا من الحصول على التعليم الابتدائي، وبنسبة 64% إذا استطعن الانتفاع بالتعليم الثانوي. كما يؤكد التقرير أن تردى جودة التعليم يتسبب فى انتشار الأمية على نطاق أوسع مما كان يُعتقد. فشخص واحد من بين كل أربعة أشخاص من الشباب - أى ما يمثل 175 مليون مراهق - يعجز عن قراءة جملة بسيطة. ويفيد التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع استناداً إلى الاتجاهات الراهنة بأن الشابات المنتميات إلى أشد الأسر فقراً فى البلدان النامية لن يتمكن من تعلم القراءة قبل عام 2072. وتشير التوقعات الواردة فى التقرير إلى أنه يتعيّن الانتظار حتى عام 2072 ليتسنى لجميع الشابات الأشد فقراً فى البلدان النامية التمكن من القراءة والكتابة وقد يتعيّن انتظار حلول القرن القادم لكى تتمكن جميع الفتيات اللواتى ينتمين إلى الأسر الأشد فقراً فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من إنهاء المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي.