يخرج من المنزل صباحا عندما يستيقظ من النوم ولا يعود إلا بعد منتصف الليل.. وحتى عندما يمكث فى المنزل يتهرب من زوجته وأبنائه ومسئولياتهم إما بمشاهدة التليفزيون أو اختلاق المشكلات أو التحدث فى التليفون أو الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات.. مشكلة نجدها فى أغلب بيوتنا.. لماذا يهرب الزوج من المنزل؟ وهل الأخطاء التى ترتكبها الزوجة فى المظهر أو السلوك أو مطاردته بالمسئوليات تدفعة "للزوغان" خارج المنزل؟ أم أن هذا طبع أغلب الرجال؟ أسئلة نطرحها عسى أن تكون هناك حلول لجذب الأزواج إلى منازلهم. الاغتراب ! تقول إحدى الزوجات إنها واجهت زوجها عدة مرات بكذبه حين يدعى أنه يخرج فى جولات عمل ولكنها تأكدت أنه يكون مع أصدقائه.. ولكن دون فائدة حيث يخرج طوال اليوم ويترك المسئولية ملقاة على أكتافها. وتؤكد أخرى أنها تفعل كل شىء لجذبه فهى تتمتع بجمال بالغ ولا تحب النكد ولا تطلب منه أن يتحمل مسئولية طفلتهما الوحيدة، ومع ذلك هو يقضى أغلب وقته خارج المنزل. النماذج كثيرة كلها تجتمع على أن الزوج يهرب من المنزل بسبب ودون سبب.. وفى محاولة لتحليل تلك الظاهرة تقول د.فيفيان أحمد فؤاد أستاذة علم النفس الطبى بكلية الآداب جامعة حلوان إن هناك نوعين من الهروب، الهروب النفسى والفعلى.. أما الهروب النفسى فهو أن يعيش الزوج فى المنزل ولكنه لا يهتم بما يجرى حوله من مسئوليات وقرارات بدءا من اختيار نوعية الطعام وصولا إلى أعقد المشكلات الأسرية، وهو ما يسمى "الاغتراب" فهو غريب عن البيت لديه حالة من فقدان الاهتمام بما يجرى حوله فى المنزل. أما الهروب الفعلى فهو بأن يوجد الزوج خارج المنزل دون أى مبرر.. ينهى عمله ثم يستمر فى البقاء خارج المنزل ويعود لينام، أو يسافر خارج البلاد لسنوات طويلة بحجة أنه يجمع الأموال دون مبالاة بسن الأبناء ومعاناة الزوجة معهم ويرفض صحبة أسرته الصغيرة معه وعندما تساله يجيب "باهرب من وشها مش عايز اقعد معاها" «الزوجة الشكاية» وهروب الزوج له أسباب كثيرة إما شعوره بالغربة داخل منزله فالزوجة لا تكترث بأخذ آرائه أو تحاول تتفيهها فيتحول الزوج إلى مفعول به وليس فاعلا، وهذا لا يتحقق إلا إذا كان الزوج بطبيعة تكوينه شخصية خاضعة. وقد تكون الزوجة بطبيعتها دائمة البحث عن النكد لا تتحدث مع زوجها إلا فى المشكلات والاضطرابات، وقد لا تهتم الزوجة بمشاعر زوجها فتكدس كل الأعمال المنزلية أثناء وجوده، ثم يأتى الروتين وعدم تغيير إيقاع الحياة ليكون سببا فى هروبه فهى، فى حالة ثبات دائم فى كل شئ فى طباعها وشكلها وحتى كلامها وعندما يطالبها بالتغيير تقول: "أتجمل لمين هو أنت قاعد فى البيت!" وتضيف د.فيفيان أنه فى أحيان كثيرة يكون الزوج مستعذب حالة إلقاء المسئوليات على الزوجة لأن هذا يوفر له الاستمتاع بحياته الشخصية ولكن هذا يحدث فقط عندما يثق الزوج فى قدرات زوجته العقلية أو المادية على إدارة شئون المنزل، وهنا تكون الزوجة سلاحا ذا حدين فهى تتسبب فى هروبه من المنزل إما لرفضه قوتها وإما لثقته فى قدراتها. وقد يكون ذكاء المرأة عاملا أساسيا لهروبه أيضا فالتقارب فى درجات الذكاء بين الطرفين يساعد على قلة الهروب والاستمتاع بالحوار بين الزوجين. والزوجة الشكاية من الأوجاع والأمراض تدعو زوجها أيضا «للزوغان» فقديما قالوا"زوجك يحبك عفية".. وبالطبع هناك سبب رئيسى هو أن كثيرا من الرجال يقال عنه "بتاع حريم" فهو دائم البحث عن امرأة أخرى فى حياته حتى وإن كانت زوجته ملكة جمال. الفرص المتاحة والهروب مرتبط بالإتاحة، فلو أن الزوج توافرت لديه فرص الخروج لفعل ذلك مثل موقع المنزل القريب من المقاهى أو الصحبة المتوفرة لديه أو أن يملك فائضا ماديا يتيح له الهروب، أما الزوجة فلا تستطيع ذلك لأنه خروج عن المألوف فى نظر المجتمع كما أن شعورها بالمسئولية تجاه أبنائها لا يتيح لها الفرصة لذلك. الحلول أما إذا بحثنا عن الحلول لهروب الزوج من البيت نجد مفاتيحها فى يد الزوجة أيضا- هذا ما تؤكده د. فيفيان- أولها التجديد فى إيقاع الحياة وشكله داخل الأسرة، وإيجاد صيغة للحوار المشترك بين كل أفراد الأسرة فتكون القرارات جماعية حتى ولو كانت بسيطة، والتقليل من النكد الزوجى وخلق حالة من الاحتياج المتبادل لبعضهم البعض وأخيرا السرية والحفاظ على الأسرار العائلية. وهنا نهمس فى أذنك بحديث عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال: "شر النساء ست.. هى الحنانة والأنانة والمنانة والحداقة والبراقة والشداقة" أما الحنانة فهى التى تحن لبيت أبيها وتذكرزوجها بأنها كانت معززة مكرمة قبل الزواج، والأنانة هى كثيرة الشكوى والتمارض، والمنانة التى تذكره بجميل صنعها له، والحداقة التى تنظر للأخريات وتقارن نفسها بهن، والبراقة التى ترشف زوجها بنظرات كالسهام لتخيفه، والشداقة التى تعيد الكلام وتتشدق بأسرار المنزل.. فحاولى ألا تكونى واحدة منهن.