تبذل مصر جهودا سياسية ودبلوماسية حثيثة ومكثفة، لإطفاء الحرائق المشتعلة فى المنطقة، فقد استضافت القاهرة أمس اجتماع دول الجوار الليبي. وتقدم سامح شكرى وزير الخارجية بمبادرة مصرية تهدف إلى وقف التدهور الأمنى والإنساني، ووضع آليات لدعم الشرعية والبرلمان الليبى المنتخب. وفى الخرطوم، تواصلت المفاوضات المصرية السودانية الإثيوبية، بشأن سد النهضة، بعد توقف دام ثمانية أشهر، ولتكون مياه النهر حافزا للتعاون، لا بوابة للصراع. وفى سياق آخر، كثفت مصر اتصالاتها لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال 48 ساعة، لوقف العدوان الإسرائيلى الغاشم وشلالات الدم فى غزة، من خلال هدنة ممتدة دول الجوار تتبنى «مبادرة مصرية» لوقف إراقة الدم الليبى
تبنى الاجتماع الوزارى الرابع لدول الجوار الليبى بالقاهرة أمس «مبادرة مصرية» طرحها وزير الخارجية سامح شكري، لوقف التدهور ونزيف الدماء فى ليبيا، وتضمنت ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها، والحفاظ على استقلالها، ونبذ العنف والالتزام بالحوار بين الأطراف المختلفة. وكانت دول الجوار الليبى قد عقدت اجتماعها برئاسة مصر، وحضور وزراء خارجية ليبيا والجزائر وتونس وتشاد ومسئول من النيجر، ونبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، وناصر القدوة مبعوث الجامعة إلى ليبيا، وداليتا محمد مبعوث الاتحاد الإفريقى إليها، لبحث السبل الكفيلة باحتواء الأحوال المتردية فى ليبيا. وأكد وزير الخارجية الليبية محمد عبدالعزيز أن الاجتماع يأتى فى توقيته لمناقشة الأوضاع فى ليبيا، موضحا أنه ناقش مع الوزير سامح شكرى آليات بناء الجيش والشرطة والمصالحة الوطنية، والسعى لنزع السلاح. وصرح وزير الخارجية التونسى منجى الحامدي، عقب لقائه سامح شكري، بأن اجتماع القاهرة «غاية فى الأهمية» لقطع الطريق أمام العنف وإراقة الدماء فى ليبيا، مشددا على ضرورة أن تكون العلاقات بين مصر وتونس والجزائر استراتيجية لمحاربة الإرهاب، متوقعا أن تكون الأيام المقبلة «أصعب». من ناحية أخرى نفت وزارة الخارجية المزاعم والادعاءات الكاذبة التى يروجها البعض حول اسر جنود وطيارين مصريين فى ليبيا واعادت التأكيد على عدم قيام طائرات عسكرية مصرية بقصف مواقع داخل ليبيا .