ابحث عن رأس المال تعرف الخفايا والكواليس والأهداف غير المعلنة وأسرارا تثير العجب. هيومان رايتس ووتش تعرف نفسها على أنها منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بدأت أنشطتها فى الولاياتالمتحدة، لكنها تصب انتقاداتها على الجانب الآخر من العالم. وعلى مدى أكثر من 36 عاما من بداية ظهورها، لم توجه هيومان رايتس ووتش سهامها سوى إلى أعداء الولاياتالمتحدة، ولم تنظر الا تحت قدميها حيث تصنع كل خطايا العالم فى قلب القوة العظمى التى كانت تحارب وقتها من أجل تربعها على العرش الدولى دون منازع. وعلى الرغم من أن الانتهاكات الأمريكية فى الداخل والخارج لا تنتهى منذ عام 1978، بداية ظهور المنظمة فإنها تغض الطرف عنها، بينما تفتح عيونها على اتساعها لكتابة تقارير متحيزة وغير دقيقة وتفتقر للمصداقية عن دول العالم، ولعلها تناست أن أمريكا أطلقت باسم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب أبشع الحروب فى التاريخ، وحولت منطقة الشرق الأوسط إلى حقل للإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. المال المتوحش عنوان أحد التقارير التى كتبتها المنظمة الأمريكية على إندونيسيا، لكن من أين تحصل هذه المنظمة على تمويلها، خاصة أنها دائما ما تؤكد فى العلن أنها تحافظ على استقلاليتها باعتمادها على تبرعات المؤسسات الخاصة والأفراد، ولا تقبل الدعم المالى الحكومي؟ هيومان رايتس ووتش تمتلك مقارات فى عدد من دول العالم منها مدينة نيويورك وواشنطن وأمستردام وبيروت وبرلين وبروكسل وشيكاجو وجوهانسبرج ولندن ولوس أنجلوس وموسكو وباريس وطوكيو. وفى يونيو 2011، بلغت النفقات السنوية للمنظمة حوالى 51 مليون دولار حيث إنها تملك مقارات الآن فى 90 دولة ، ويعمل لديها 275 من الخبراء والمحامين والصحفيين والأكاديميين. وتعد مؤسسة «المجتمع المفتوح» بقيادة الملياردير الأمريكى جورج سوروس، المعروف باسم ممول النظام العالمى الجديد، المتبرع الرئيسى للمنظمة حيث تساهم مؤسسته بحوالى 100 مليون دولار من إجمالى 128 مليونا من المساهمات والمنح التى تم منحها للمؤسسة خلال السنة المالية 2011. إذن يتحكم سوروس فى مجموعة من المنظمات، ليس منها هيومان رايتس فحسب بل أيضا مجموعة الأزمات الدولية، التى تبدو فى واجهتها مدنية، إلا أنها واجهة لتنفيذ رغبات الملياردير الأمريكي. وفى عام 2008، ومع صعود الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الحكم ومعه الديمقراطيون، قام سوروس بالضغط على البيت الأبيض من أجل إدراج الإخوان داخل المنظومة السياسية المصرية، وهذا ما كشفت عنه تقارير مخابراتية غربية. وهذا ربما يفسر بعض أسباب تركيز المنظمة على مصر فى هذه الفترة الحرجة. سوروس مجرى يهودي، أكد أكثر من مرة أنه نشأ فى منزل يراعى الجذور الدينية اليهودية. الفتى المهاجر الذى نجا من معركة بودابست بين القوات الألمانية والسوفيتة، استطاع الهرب إلى الولاياتالمتحدة، وكان يعمل حمالا فى السكك الحديد وأحيانا جرسونا، وتحول بسرعة البرق إلى متحكم فى أسواق المال فى أمريكا وأوروبا، ولم يكتف بذلك بل مد يده ليدخل إلى سراديب السياسة فى العالم، ليطيح بالأنظمة ويتلاعب بالشعوب عبر قواه الناعمة الخفية، وبلغة المال تصنع المعجزات.