شهد موسم عيد الفطر عرض ستة افلام فى دور العرض السينمائية بعضها مأخوذ من أفلام أجنبية ، وآخر من رواية .. لنجد عدة أسئلة تطرح نفسها للوقوف على حال السينما المصرية ، منها هل الصناعة السينمائية فى مصر تفتقر إلى كتاب يملكون أفكارا ولذلك تم اللجوء إلى الاقتباس من الفيلم الأجنبى؟ لماذا لم يعد الاقتباس من الرواية ظاهرة فى الفيلم المصرى أسوة بالماضى؟ أخيرا ما الذى تحتاجه السينما فى مصر لتظهر بالصورة المعبرة عن مجتمعها وتميزها بالأصالة ؟ استعادة القيم الفكرية الناقد الفنى ورئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الأسبق على أبوشادى : أتمنى أن يصبح الاقتباس من الرواية ظاهرة كما حدث فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى ، وذلك لاستعادة القيم الفكرية والأدبية للمجتمع وبعودة هذا التيار ستعود الأفكار الجيدة لشاشة السينما . لكن نجاح الرواية كفيلم يتوقف على قراءة السيناريست لهذا العمل الأدبى بشكل صحيح وامتلاكه رؤية وأدوات تمكنه من عدم تشويه هذا العمل ، لأن هناك الكثير من الروايات قدمت سينمائيا وحدث لها تشويه على يد السيناريست ، وكذلك المخرج عليه أن يملك من الأدوات والرؤية ما يمكنه من الحفاظ على روح الرواية وظهورها بشكل جيد سينمائيا مثل عاطف الطيب. وأضاف أبوشادى قائلا .. الاقتباس معترف به ولكن الأهم منه هو إبراز صناع الفيلم سبب اللجوء إليه وهذا يظهر عندما يؤكدون أن ذلك جاء للتعبير عن الجمهور فى شئ معين والمادة الموجودة فى العمل المقتبس منه تحقق الرسالة التى يريدون توصيلها للجمهور قائلين له نحن نعبر عنك . ما تعيشه السينما الآن عرض لأعمال تقليدية وبالتالى تتسم بندرة المواهب الموجودة بقوة فى السينما المستقلة ، لذلك يجب أن يكون هناك اهتماما بما يطرح من رؤى وأفكار. السيناريست المثقف يتفق الروائى وأستاذ مساعد النقد فى أكاديمية الفنون حاتم حافظ مع سابقه قائلا : نحن بحاجة إلى السيناريست المثقف الذى يملك الرؤية والأدوات كما كان حال السينما حتى سبعينيات القرن الماضى عندما كان هذا النوع من كتاب السيناريو موجودا لأنهم فى الأساس كتاب رواية فيملكون أدواتهم ككتاب سيناريو ورواية . ويضيف حاتم قائلا .. مع ظهور فيلم عمارة يعقوبيان المأخوذ عن رواية بنفس الاسم كان هناك بصيص لعودة اللجوء إلى الرواية فى السينما ، وفكرة الاقتباس معترف بها لكن المشكلة تكمن عندما تكون الرواية مقتبسة عن فيلم كما فى رواية الفيل الأزرق المقتبسة من فيلم «The tattooist» وتحويل الرواية بعد ذلك لفيلم مما يضر بالعمل الأدبى لانه ظهرسينمائيا بصورة بعيدة عما قدمته الرواية. مبدعون جدد السيناريست بشير الديك يجيب قائلا : لا مانع من الأقتباس من الرواية ،لكن نجاح الفيلم يتوقف على المخرج ورؤيته وتكنيكه السينمائى فى الإخراج، وذلك بجانب مجهود السيناريست فى إبرازه لأجمل ما فى الرواية من وجهة نظره ، مما يقربه من البناء الروائى ومن ثم يتمكن من صياغته بعمق فى فيلم سينمائى. وعن وضع السينما المصرية أوضح الديك قائلا .. صناعة السينما تحتاج فى الوقت الحالى للابتكار والتجديد على مستويات الحوار ورسم الشخصيات والإخراج ، وذلك لكسر النمطية التى يقدمها الفيلم المصرى الآن خاصة فى رسم الشخصيات والحوار، لذلك لابد من الابتكار المعتمد على الإدهاش ومن ثم كسر التوقع وهذا الأخير ما تقوم عليه الفنون جميعا ومنها السينما . إذا تحتاج السينما المصرية إلى ضخ دماء جديدة بين مبديعيها يحملون أفكارا ، ورؤى ، وأساليب جديدة ومختلفة تمكنهم من تغيير شكل الفيلم المصرى للأفضل وظهوره بقوة أسوة بالسينما العالمية ، لعل هذه الدماء بما تحمله موجودة فى السينما المستقلة وتقدم مصر بشكل مشرف ،فلماذا لا يفتح المجال أمامهم للظهور على جمهور بلدهم من باب إتاحة الفرص؟