عندما اشتعل العالم بنيران الحرب العالمية الأولى فى عام 1914 قدمت مصر أكثر من مليون مواطن مصرى للقتال والمعاونة فى صفوف قوات الحلفاء أثناء الحرب. وترك المصريون بصماتهم المضيئة فى ميادين القتال بداية من سيناء المصرية ومرورا ببلاد الشام والعراق وصولا إلى بلجيكا وفرنسا واليونان ومالطا. وعند انتهاء الحرب احتفل الحلفاء بالنصر بدون مصر!!. وبالتعاون بين المجلس المصرى للشئون الخارجية وجمعية الباجواش المصرى للعلوم والشئون الدولية ومؤسسة المبادرة الوطنية للتفاعل الإيجابى تم تنظيم ندوة استعرض خلالها المؤرخ د.أشرف صبرى، إستشارى طب الأعماق وأستاذ زائر التاريخ العسكرى بأكاديمية ناصر العسكرية، جهوده من أجل إثبات الحقوق المصرية بوجه عام وحقوق الشهداء المصريين فى تلك الحرب. وأكد د. أشرف صبرى أنه أمضى 17 سنة من البحث فى هذا الأمر وهو ما مكنه من التوصل إلى معلومات مدعومة بالوثائق عن دور مصر وأبعاد مشاركتها فى الحرب العالمية الأولى. فقد توصل إلى أن مصر شاركت فى تلك الحرب بمليون ومائتى ألف جندى (1،2 مليون جندى) فى وقت كان تعداد مصر يقدر فيه ب 14مليون نسمة وفق الأرقام الموثقة فى الأرشيف البريطانى. ودخلت مصر الحرب العالمية الأولى إلى جوار الحلفاء بشكل رسمى. واستمرت مصر فى الحرب وسقط لها شهداء حتى مابعد النهاية الرسمية للحرب فى عام 1918. فالقوات المصرية ظلت تقاتل فى بيروت ودمشق وسقط لها شهداء حتى عام 1920. ونتيجة للاحترافية فى تنفيذ المهام والبطولات التى أبداها الجيش المصرى قررت بريطانيا الاستعانة بالمصريين فى ميادين القتال على الجبهة الأوروبية عام 1917. وقد شاركت "فيالق العمال المصرية" فى حفر جانب كبير من الخنادق الخاصة بقوات الحلفاء على الجبهة الأوروبية. .واستعرض د.أشرف صبرى الجهود التى بذلها والمعلومات التى جمعها وقدمها للسلطات المصرية. وكيف تحدث فى مؤتمر بوزارة الدفاع المصرية حول هذا الأمر. وأسفر المؤتمر عن توصيات بالمطالبة بحقوق مصر. وتتمثل تلك الحقوق فى رفع علم مصر فى كل احتفالية تتعلق بالحرب العالمية الأولى، وعمل نصب تذكارى للشهداء المصريين فى كل عاصمة من عواصم الدول الأوروبية الى يوجد بها شهداء مصريين دافعوا عن أرضها، والحصول على حق المشاركة المصرية فى أستعراض النصر بالأعياد الوطنية لتلك الدول أسوة بباقى الدول التى تحصل على ذات الحق، وتوفير حقوق السفر والنقل والإقامة لأسر هؤلاء الشهداء وورثتهم لزيارة مقابر ذويهم فى الدول الأوروبية دون عوائق إجرائية.