باءت جهود إقرار اتفاقية تيسير الاجراءات التجارية الخاصة بمنظمة التجارة العالمية بالفشل بسبب اعتراض الهند ، رغم الجهود التى بذلت فى اللحظات الأخيرة للتوصل إلى تسوية. وانقضت صباح أمس المهلة النهائية المحددة للمصادقة على اتفاقية تيسير التجارة التى تهدف إلى ضبط الإجراءات الجمركية بين الدول. وكان قد تم الاتفاق على شروط هذه الاتفاقية فى بالى بإندونيسيا فى ديسمبر الماضي. وفى مقابل التوقيع على الاتفاقية ، تصر نيودلهى على ضرورة إحراز مزيد من التقدم على صعيد اتفاقية موازية تتيح لها مزيدا من الحرية فيما يتعلق بدعم وتخزين الحبوب الغذائية بشكل أكبر من الحدود المسموح بها فى إطار قواعد منظمة التجارة العالمية. وقال روبيرتو أزفيدو أمين عام منظمة التجارة العالمية فى جنيف - مقر عقد الاجتماع الذى ضم الدول ال160 الأعضاء بالمنظمة - »لم نستطع التوصل إلى حل يسمح لنا بتضييق الفجوة .. لقد بذلنا كل ما فى استطاعتنا ، ولكننا لم نتمكن من التوصل إلى حل«. ويقول خبراء تجاريون إن الفشل فى التصديق على الاتفاق سينهى على الأرجح محاولات إبرام اتفاقات تجارية عالمية ، ويسرع جهود مجموعات أصغر من الدول لتحرير التجارة فيما بينها. والمثير أن الهند تعارض بقوة مثل تلك التحركات ، وهو ما يزيد الدهشة بشأن اعتراضها على الاتفاقية. وذكرت وكالة »رويترز« أن بعض الدول بحثت بالفعل خطة لاستبعاد الهند من الاتفاق والمضى فيه قدما. وكان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى يزور نيودلهى قد عبر فى وقت سابق عن تفاؤله بإمكانية تسوية الخلافات بين الهند وأغلب دول العالم. لكن عقب خطاب أزيفيدو ، لم يخف السفير الأمريكى لدى منظمة التجارة العالمية مايكل بانك تشاؤمه ، وقال للصحفيين »نشعر بالحزن وخيبة الأمل لأن عددا قليلا جدا من الدول لم تكن مستعدة للوفاء بالتزاماتها التى تعود إلى مؤتمر ديسمبر فى بالى .. ونحن نتفق مع المدير العام على أن هذا التحرك دفع هذه المؤسسة إلى وضع شديد الغموض«.