هى الحرب بضراوتها وخستها وادواتها الوضيعة حيث لا قانون ولا اخلاق ولا ضمير إنسانى يفزع او يهتز لحصد الأرواح بلا هواده، حربا تقودها دول كبرى وعصابات الإسلام السياسى وممولين جاهزين لدفع الملايين، فتتوالى الضربات فى كل اتجاه من الشرق فى سيناء ومن الغرب فى الوادى الجديد ومن العمق فى المدن والشوارع، وفى المحافظات والأقاليم جميعنا مستهدف جميعنا مهدور دمه. يحرقون الأرض من تحت اقدامنا، وكل ما هو مصرى يراد به ان يكون حطبا لهذا الحريق،بلا سقف او مدى غير سقوط الدولة المصرية وتفتيتها الى دويلات، ولكن لماذا هؤلاء استباحوا دماءنا، مؤكد ليس حبا فى جماعة الإخوان الإرهابية، وليس دفاعا عن الدين والشريعة عما يتوهم ويزعم عشاق الدم القتلة، الذين لطخوا وجه الدين الحنيف بعنفهم وإرهابهم، وايضا ليس دفاعا عن الديموقراطية كما يزعم اصحاب الياقات البيضاء فى الولاياتالمتحدة ودول الإتحاد الإوروبى. ولكن فكرة التقسيم والفوضى الخلاقة التى خرجت بها كونداليزا رايس عام 2005 واستهوت اوباما وفريقه، وارتاح لها كثيرون من دول الغرب ووجدوا فيها الفرصة لإصلاح الأخطاء التى ارتكبها اللورد سايكس البريطانى وجورج سبيكو الفرنسى لأنهما غفلا عن المساحات الكبرى للدول المقسمة، وأفرز البترول وحركة التجارة العالمية واقعا جديدا يستلزم من التتار الجدد سرعة التدخل وإعادة التقسيم لمنطقة الشرق الأوسط وتفتيتها الى عدة دويلات وكيانات صفرى على اساس دينى طائفى مذهبى وعرقى تصبح من خلاله هذه المنطقة خاضعة لإرادتهم لا تقوم لها قائمة، وبدلا من تحريك الجيوش والأساطيل كما فعلوا بنا فى القرن الماضى وجدوا جماعات التكفير والشذوذ الدينى جاهزه لتنفيذ المخطط والإنقضاض على الأرض والبشر وتمزيقهم من خلال الفوضى بالإرهاب والترويع،ولما استعصت إرادة المصريين عن الخضوع لما ارادوا جاءت الضربات بقسوة حادث الفرافرة، الذى لن يكون الأخير. لمزيد من مقالات خالد الاصمعي