فى تصعيد جديد للاتهامات المتبادلة بين الغرب وموسكو بشأن المسئول عن إسقاط الطائرة الماليزية، أعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن أنظمة الصورايخ التى تم استخدامها فى إسقاط الطائرة الماليزية سلمتها موسكو للانفصاليين الموالين لروسيا، وأدان كيرى المشاهد المتناقضة فى مواقع تحطم الطائرة على أيدى الانفصاليين ومنها إعاقتهم لمجرى التحقيق بشأن الحادثة والعثور على جثث ضحايا الطائرة التى بلغ إجمالى عدد من كانوا على متنها 298 ولم ينج منهم أحد. من جانبه، ذكر ألكسندر بوروداى رئيس الوزراء فى جمهورية دونيتسك الشعبية، التى أعلنت عن نفسها فى شرق أوكرانيا، أنه تم العثور على أشياء يعتقد أنهما الصندوقان الأسودان الخاصان بالطائرة الماليزية وأنه قد تم نقلهما إلى مدينة "دونيتسك"وهما تحت سيطرتنا الآن." وفى تلك الأثناء، حذرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الجانب الروسى من إمكانية مواجهة المزيد من العقوبات على أيدى الاتحاد الأوروبى إذا لم تضغط موسكو على الانفصاليين الموالين للكرملين فى شرق أوكرانيا للسماح للمراقبين بالوصول غير المشروط إلى موقع تحطم الرحلة "أم أتش 17" الماليزية، بينما اتهمت كييف فى المقابل الانفصاليين المؤيدين لموسكو بإخفاء أدلة بأن صاروخا روسيا استخدم لإسقاط الطائرة الماليزية. وعلى صعيد الجهود المبذولة للعثور على باقى ضحايا الطائرة الماليزية، أعلن فولوديمير جرويسمان نائب رئيس وزراء أوكرانيا أنه تم العثور على 27 جثة إلى جانب 20 قطعة من أشلاء الجثث فى موقع تحطم الطائرة الماليزية، موضحا فى مؤتمر صحفى أن جثث 192 قتيلا من إجمالى ضحايا الطائرة ال298 تم نقلهم إلى عربات قطارات مبردة قبل إعادتها إلى بلادها للتأبين. وفى تلك الأثناء، شن الرئيس الأوكرانى هجوما عنيف على الانفصاليين الموالين لروسيا فى شرق أوكرانيا، مطالبا المجتمع الدولى بالتعامل مع جمهوريتى "دونيتسك ولوجانسك" المعلنتين من جانب واحد فى شرق البلاد على أنهما "منظمتان إرهابيتان". وقال بوروشينكو فى اتصال هاتفى مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند: "لا نرى فارقا بين الأحداث فى أوكرانيا وأحداث 11 سبتمبر 2001 فى الولاياتالمتحدة أو كارثة لوكيربي". وأضاف الرئيس الأوكرانى أن "الإرهابيين يجب أن يخضعوا للمحاكمة". من جانبهم، نفى قادة الانفصاليين الموالين لروسيا فى بيان لهم تورطهم فى الحادث مجددا، معلنين ضمان أمن المحققين فى موقع تحطم الطائرة الذى يقع تحت سيطرتهم إذا وافقت كييف على هدنة. وقال أندريه بورجين نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الانفصالية: "سنضمن أمن خبراء التحقيق فى الموقع إذا أبرمت كييف اتفاقا لوقف إطلاق النار على الأقل لفترة التحقيق فى موقع الكارثة". فى غضون ذلك، يدرس مجلس الأمن إصدار بيان يدين إسقاط طائرة الركاب الماليزية فى أوكرانيا ومطالبة الجماعات المسلحة بالسماح للمحققين بالوصول إلى موقع سقوطها.