مسابقة كأس مصر هى واحدة من أهم البطولات المحلية على الإطلاق والتى يتنافس عليها فرق الدورى الممتاز بشكل عام، وتكون فرصة ذهبية أمام فرق دورى الدرجة الثانية أو حتى الثالثة فى تحقيق مفاجأة والحصول على اللقب، إذ أن نظام المسابقة بخروج المغلوب تعتبر فرصة أمام أصحاب الفرق البسيطة والتى تعتمد على مفاجآت كل مباراة منفصلة عن الأخرى وبحسابات مختلفة تماماً عن مسابقة الدورى الممتاز الذى يحتاج إلى عمل متواصل ودءوب من بداية المسابقة وحتى نهايتها. وأسدل بالأمس الستار على البطولة ال84 والتى جمعت سموحة والزمالك على ملعب استاد الدفاع الجوى بالقاهرة الجديدة وبها أسدل الستار على الموسم الكروى بنجاح وبعد موسمين تم خلالهما إلغاء المسابقات من منتصف الطريق لأسباب مختلفة. وقبل أن تبدأ مسابقة الكأس فى اتخاذ الشكل الحالى لها، تعتبر ثانى أهم بطولة بعد الدورى العام وقد بدأت فكرة الكأس بعد قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 عندما فكر إبراهيم علام جهينة «الكاتب فى جريدة الأهرام» فى تنظيم مسابقة مؤقتة طوال فترة الحرب تشارك فيها قوات الحلفاء مع الأندية المصرية فى أقدم مسابقة رسمية بدأت فى أوائل القرن العشرين، وحصل جهينة على كأس مهداة من السلطان حسين، كى يتم تقديمها كجائزة للفائز فى المباراة النهائية، وبالفعل أطلق على المسابقة مسابقة «الكأس السلطانية» وأعلن عن بدايتها فى عام 1916. وقد سمح فيها باشتراك الفرق المصرية مع الأجنبية من قوات الحلفاء المعسكرة فى مصر، وتم تشكيل لجنة لإدارة شئون الكأس، واختير لرئاستها الراحل إبراهيم علام «جهينة». وبدأت مسابقة الكأس تعرف طريقها الرسمى على الشكل الحالى فى عام 1921، ولم تلعب فى الفترات من 1968 إلى 1971 بسبب حرب 1967، كما توقف فى الموسم 1973-1974 بسبب حرب أكتوبر، وفى مواسم 1979-1980, وأيضاً 1981-1982, و 1986-1987، و1994-1993، وكلها لأسباب مختلفة. ويأتى الأهلى زعيم الأندية المصرية على رأس قائمة الأكثر حصولاً على اللقب بالفوز 35 مرة منها مرتان بالاشتراك مع نادى الزمالك (موسمى 1957-1958، و1942-1943). ويأتى نادى الزمالك فى المركز الثانى بحصوله على 22 لقب منها مرتان بالاشتراك مع نادى الأهلى (موسمى 1957-1958، و 1942-1943)، وقد يرتفع هذا العدد إلى 23 مرة فى حال فوزه بالنسخة الحالية والتى جرت والجريدة ماثلة للطبع. ويأتى فريقا الاتحاد السكندرى والترسانة فى المركزين الثالث والرابع بحصول كل منهما على اللقب 6 مرات، وفى المرتبة الخامسة يأتى فريق المقاولون العرب الذى نجح فى الفوز بلقب الكأس 3 مرات، وفى المركز السادس والسابع والثامن والتاسع كل من فريقى الإسماعيلى والأوليمبى وإنبى وحرس الحدود بحصول كل منهم على اللقب مرتين. ثم يأتى من خلفهم فرق المصرى والقناة والترام بالفوز مرة واحدة باللقب. ويجب أن نتوقف للتعرف على مشوار طرفى البطولة هذا العام فالزمالك بدأ مبارياته بتخطى فريق غزل المحلة ثم حرس الحدود ثم أطاح بوادى دجلة. أما سموحة فقد تخطى فرق طلائع الجيش، ثم اتحاد الشرطة، قبل أن يسقط الأهلى ويطيح به من الدور قبل النهائي. وتعتبر مشاركة سموحة فى نهائى الكأس هى نتيجة طبيعية لموسم رائع قدمه الفريق مع مديره الفنى حمادة صدقى الذى كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على لقب الدورى لولا نجاح الأهلى فى حصد اللقب عن جدارة واستحقاق. وهو أيضاً نتيجة طبيعية لاهتمام الإدارة بالفريق ومنحه كل الدعم وتوفير المناخ الجيد الذى يستطيع من خلاله تحقيق الانجازات، ويكفى أن تكون مكافأة الفريق الكبرى هذا العام هو تأهله للمشاركة فى دورى أبطال إفريقيا فى النسخة القادمة بعد أن أنهى الموسم وصيفاً لبطل الدورى الممتاز، وستكون مشاركته على المحك فى حال نجح فريق الزمالك فى الحصول على لقب دورى أبطال إفريقيا فى النسخة الحالية التى يدافع فيها عن سمعة الكرة المصرية، وفى هذه الحال ستكون مشاركة سموحة فى بطولة الكونفيدرالية الإفريقية، أى انه فى كل الأحوال قد حصد المكافأة الأهم بالمشاركة الأفريقية العام القادم. وقد تكون مواجهة نهائى الكأس تحمل أكثر من معنى للقلعة البيضاء التى تبحث عن الثأر من خسارة مواجهة الفريقين منذ أيام فى الدورة الرباعية والتى بسببها ضاع أمل الفريق فى الفوز بلقب الدورى هذا العام، والأمر الآخر هو الاحتفاظ بلقب البطولة الذى يحمله منذ العام الماضي. خاصة أن هناك شعورا عاما لدى الجهاز الفنى للفريق بأن خسارة اللقب تعنى الرحيل بلا أى مقدمات لترك المهمة لجهاز آخر يستكمل المشوار بعد أن ضاعت كل فرص الحصول على بطولة محلية هذا العام.