أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن ) أنه هو الذى اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين وطلب منه تقديم مبادرة لوقف العدوان على قطاع غزة وبناء عليه قدمت القاهرة مبادرتها الإثنين الماضى وهى بطلب دولة فلسطين، جاء ذلك خلال لقاء أبو مازن مع الإعلاميين والمثقفين المصريين فى مقر إقامته بالقاهرة. وحول معبر رفح، قال أبو مازن إن فتح المعبر سيكون على أساس اتفاقية 2005 وليس لمصر أى دور فى فتح المعبر أو إغلاقه، لأنها ليست طرفا فى الاتفاقية الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبى وإسرائيل فقط، وإذا وافقت حماس على تنفيذ الاتفاقية سيتم فتح المعبر. وقال إن المبادرة المصرية تنص على وقف إطلاق النار أولا وبعد الوقف ب 24 ساعة يبدأ الحوار والمطالب، وخلاصة المبادرة هى وقف العمليات العسكرية وبدء التفاوض، مشيرا إلى أنه بالمقارنة بين المبادرة والاتفاق الذى أعلن فى 2012 لم نجد فروقا تذكر إطلاقا، فلماذا لا نقبل بها الآن؟. وأضاف أن لقاءه مع الرئيس السيسى كان مهما وبحثا معا تفاصيل المبادرة، وأن الرئيس أبلغه بأنه يريد أن يقوم بالواجبات التى اعتادت مصر القيام بها ليس بوصفها وسيطة ولكن مسئولة. وأعرب أبو مازن عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع فى قطاع غزة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلى، وإعلان إسرائيل الشروع فى عملية برية، وذكر أنه منذ أن بدأت الحرب على قطاع غزة اتصل بالإدارة الأمريكية وطلب منهم محاولة وقف الاقتتال حقنا للدماء. وأردف الرئيس الفلسطينى قائلا: إننا بدأنا بالتحرك حيث اجتمعت مع قيادة الجهاد الإسلامى ووجدت نوعا من القبول، وأن يقنعوا الآخرين بتثبيت هذه المبادرة الهامة والتى تدعو لوقف إطلاق النار ووقف القصف والتدمير المستمر حتى اللحظة. وقال الرئيس الفلسطينى أنه سيغادر القاهرة خلال ساعات إلى تركيا ومنها إلى البحرين، ثم قطر لنفس هذا الغرض، ولنتمكن من حقن الدم الفلسطينى، حيث يوجد هناك أكثر من 215 شهيدا وثلثهم من 5 عائلات. وأضاف: إننا نبذل كل جهد ممكن لكى يتوقف العدوان الإسرائيلى المستمر حتى اللحظة على شعبنا فى قطاع غزة. وتابع أبو مازن «إننا اتفقنا على مصالحة وطنية وهذه المصالحة القصد منها إنهاء الانقسام وتم تشكيل حكومة من المستقلين، ولكن وقعت للأسف هذه الظروف التى عقدت عمل الحكومة وهناك ظروف أخرى أيضا، ومنها عندما أرسل وزير صحة إلى غزة ضرب حتى كادوا أن يقتلوه فى معبر رفح وللأسف الذى اعتدى عليه عناصر من حركة حماس، ولكن نحن مصممين أن تسير المصالحة وندعمها لننهى الانقسام». وقال الرئيس الفلسطينى: إننا تقدمنا بطلب للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لنطلب منه تأمين حماية دولية بشكل فورى للشعب الفلسطينى وأرضه التى هى تحت الاحتلال وسنستمر فى التقديم للمنظمات الدولية التى هى من حقنا القانونى». وأشار أبو مازن إلى أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى تمت برعاية أميركية عرقلت من رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو وبشهادة من وزير الخارجية الأميركى جون كيرى الذى قال إن إسرائيل عرقلت المفاوضات لسببين: عدم إطلاقها لسراح 30 أسيرا المتفق عليهم، والسبب الثانى هو إنها ماضية فى موضوع الاستيطان . وأضاف: «إننا على استعداد للعودة للمفاوضات إذا أطلقت إسرائيل سراح الأسرى المتفق عليهم ونحدد إطار زمنى 9 أشهر ليخصص الثلاثة أشهر الأولى لرسم الحدود، ثم ننتقل إلى القضايا المرحلية». وتابع: «فوجئنا بخطف 3 مستوطنين إسرائيليين وقوات الاحتلال عاثت فى الأرض فسادا ليس فى المنطقة التى حدث فيها الاختطاف، وإنما فى كل الضفة الغربية، وقتل حوالى 12 مواطنا فلسطينيا فى اعتداءاتها، كما حدثت عملية خطف وقتل الطفل محمد أبو خضير». وحضر اللقاء عضو اللجنة التنفيذية الدكتور صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسى للرئيس مجدى الخالدي، وسفير دولة فلسطين فى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، ومبعوث الأمين العام للجامعة العربية بشأن ليبيا ناصر القدوة.