على مدى الأسبوعين الماضيين ورغم كل ما يثار هنا وهناك بآن مصر تخلت عن مسئوليتها التاريخية فى حماية المدنيين فى غزة عملت كل اجهزة الدولة المصرية فى صمت وبعيدا عن الإعلام ليل نهار من أجل التوصل إلى أتفاق لوقف إطلاق النار ينهى العدوان الإسرائيلى على القطاع والذى أسفر حتى الاّن عن سقوط قرابة مائتى شهيد والفى جريح وأخيرا توجت مصر جهودها بوضع مبادرتها لوقف القتال على الطاولة أمام الفلسطينيين والإسرائيليين ليتحمل كل طرف مسئوليته أمام شعبه والعالم ان هو رفضها مع العلم أنها قائمة على نفس بنود اتفاقية التهدئة لعام 2012 التى التزم بها الطرفان . ومنذ اللحظة الأولى للعدوان بذلت مصر مجهودات مكثفة لوقف الحرب شاركت فيها الرئاسة ووزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة لإستطلاع مواقف جميع الأطراف من أجل وضع بنود المبادرة وقد فوجيء الوسطاء المصريون بان الولاياتالمتحدة والغرب ومعظم دول العالم يساندون الموقف الإسرائيلى بحجة أن المدن الإسرائيلية تتعرض لقصف صاروخى من غزة وهو ما ادى إلى فشل الدعوة لعقد أى اجتماع فى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن وأكتفى الأمين العام للمنظمة الدولية بإصدار بيان رئاسى دعا فيه إلى وقف كافة الاعمال العدائية من الطرفين ساوى فيه بين الجانى والمجنى عليه . ومنذ تلك اللحظة ركزت مصر جهودها على إقناع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بوقف القتال والعودة لأتفاقية نوفمبر 2012 وشملت الإتصالات التى قامت بها ووزارة الخارجية والمخابرات العامة حركتى حماس والجهاد الاسلامى والسلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل والولاياتالمتحدة بشكل اساسى وكذلك بقية الفصائل الفلسطينية ودول الإتحاد الاوروبى المؤثرة ووصلت لذروتها بأتصال الوزير سامح شكرى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابومازن منذ 3 أيام ولقاء وزيرى الخارجيةالمصرى والفلسطينى وأتصالات باعضاء المكتب السياسى لحماس والجهاد الإسلامي. وعند وصلت مصر إلى تصور مفترض لمبادرة تضمن العودة للتهدئة طرحتها علنا امام الجميع ليلة امس الأول لتضع العربة أمام الحصان. وتتضمن المبادرة القائمة أساسا على العودة لأتفاق التهدئة لعام 2012 دعوة كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فورى لإطلاق النار، نظراً لأن تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد وما سيسفر عنه من ضحايا لن يكون فى صالح أى من الطرفين ومن هذا المنطلق يلتزم الطرفان خلال فترة وقف إطلاق النار بالآتى : تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، مع تأكيد عدم تنفيذ أى عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين. تقوم كل الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين. فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية فى ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.