بعد ساعات من إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، استشهد أربعة مدنيين فلسطينيين صباح أمس، فى غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا فى بلدة خان يونس جنوبى القطاع، بينما أطلقت حركتا حماس والجهاد مزيدا من الصواريخ ضد مدن ومواقع عسكرية فى عمق إسرائيل، وارتفعت بذلك حصيلة ضحايا الجانب الفلسطينى إلى 192 شهيدا و1400 مصاب. وتبادل الجانبان القصف الصاروخى بعد الساعة الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة، وهو الموعد الذى اقترحته مصر لإعلان وقف لإطلاق النار تمهيدا للتفاوض بشأن تهدئة جديدة للنزاع بين الطرفين. كانت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة قد رحبت بمبادرة مصر، فى حين سارع قياديون فى حركة حماس إلى رفضها بمجرد الإعلان عنها مساء أمس الأول، ونقلت وكالة أنباء رويترز عن موسى أبومرزوق القيادى فى حماس، قوله إن الحركة مازالت تبحث بنود المبادرة استعدادا لإعلان موقفها الرسمى حيالها. وتبنت حركة الجهاد الفلسطينية موقفا أكثر اعتدالا، فأعلن خالد البطش القيادى بالحركة، ترحيب الجهاد بالمبادرة، ولكنه طالب بوصول بنودها إلى الحركة عبر القنوات المتعارف عليها وليس من خلال وسائل الإعلام، وأشار إلى أنه لن تكون هناك تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلى «مادام لم يعترف المجتمع الدولى بالحقوق الفلسطينية، وبقى الحصار المفروض على غزة». ومن جانبهم، رحب وزراء الخارجية العرب بالمبادرة الداعية إلى وقف فورى لإطلاق النار تعقبه مفاوضات للتهدئة فى القاهرة، كما طالب بيان للوزراء العرب بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وهدد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد القطاع، حال إصرار حماس على رفض اقتراح التهدئة المصري، وقال نيتانياهو فى مؤتمر صحفى مشترك مع فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانية، إن إسرائيل سوف تحظى بشرعية دولية كبيرة لتوسيع العمليات من أجل «استعادة الهدوء المطلوب»، على حد تعبيره. وحذر شتاينماير من أنه فى غياب أفق للتفاوض بشأن حل الدولتين فإن منطق العنف ستكون له اليد العليا مجددا، وطالب حركة حماس بالتوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل دون إبطاء، ولكنه دعا إلى إيجاد طريق بديل للخروج من دائرة العنف المفرغة، واعترف بأنه ليس لديه حل فى الوقت الراهن، كما نفى شروع بلاده فى جهود للوساطة بين الطرفين. فى هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» سيزور القاهرة اليوم، لإجراء محادثات مع كبار المسئولين حول سبل إنهاء الأزمة، وسيتوجه بعدها إلى تركيا. وفى واشنطن، رحب وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى بالمبادرة المصرية، وأشاد بقبول إسرائيل لها، وأصدرت السفارة الأمريكية فى القاهرة، بيانا نسبت فيه إلى كيرى قوله إن الاقتراح المصرى يوفر فرصة «لإنهاء العنف واستعادة الهدوء».