سادت حالة من الهدوء النسبي ميدان التحرير صباح أمس وخلا تقريبا من المظاهرات الكبيرة باستثناء تظاهرة ضمت 30 شخصا اتجهت نحو وزارة الداخلية إلا أنها واجهت الرفض الشعبي بالهتاف أرجع أرجع علي الميدان. . وتم تشكيل دروع بشرية لمنعهم من المرور إلي الوزارة خوفا من تجدد الاشتباكات. وأجمع متظاهرو التحرير علي ضرورة الحفاظ علي الشكل السلمي للمظاهرات وسرعان ما عاد الهدوء مجدداإلي شارع محمد محمود بعد مغادرتهم والتوجه إلي الميدان مرة أخري. واستمرت حالة الحوار بين رواد الميدان حول المتسبب في الأحداث الأخيرة وقتل الشهداء الذين تساقطوا أمام وزارة الداخلية وفي استاد بورسعيد ومن قبلها أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو. ونشبت خلافات بين رواد الميدان ولكن اتفقوا حول تحميل المجلس العسكري المسئولية كاملة حول مجمل هذه الأحداث وضرورة محاسبة المتسببين. وأتهموا الرئيس المخلوع مبارك بشكل مباشر بأنه وراء كل هذه الأحداث وأنه وراء قتل المصريين بإشعال نيران الفتن بينهم لكي لاتهنأ مصر بنعمة الاستقرار الذي كان يدعي دوما أنه السبب في تحقيقها. واختلف رواد الميدان داخل حلقاتهم النقاشية حول جدوي الدعوة للاضراب, وأكد المؤيدون للإضراب أنه الطريق الوحيد الذي يجبر المجلس العسكري علي تسليم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة. أما المعارضون فرأوا أن الإضراب سيزيد الوضع الاقتصادي للبلاد سوءا في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلي مزيد من العمل لدفع عجلة الانتاج. وعلي صعيد متصل نظمت حركات سياسية مسيرات لإحياء الذكري الأولي لسقوط النظام. وخيمنت حالة من الهدوء علي شارعي محمد محمود وشارع منصور بالإضافة إلي تأمين الوضع حول وزارة الداخلية بقوات الجيش. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه حركة المرور انسيابا علي خلاف الأيام الماضية, كما فتحت أغلب المحال أبوابها وانتظمت حركة المواصلات في ميدان عبد المنعم رياض.