القرار بتأجيل عرض مجموعة من المسلسلات إلى ما بعد شهر رمضان قد يكون بشرى غير سارة لصناع الدراما التركية التى تعرض على مدار العام بالشاشات المصرية كما أن الكم الكبير والعدد الهائل الذى يمثل ازدهارا للدراما المصرية هو أيضا يمثل حراكا دراميا مهما فى اتجاه سقوط الدراما التركية بعد أن شغلت الساحة طوال الفترة الماضية وأصبحت القنوات الفضائية تنتهج سياسة عرضها طوال العام لتسد الفراغ الدرامى المصرى. إلا أن الموسم الدرامى الحالى زخر بمجموعة كبيرة من الأعمال المتنوعة ما بين سياسى واجتماعى وكوميدى وصعيدى ومنها «صاحب السعادة» و«دهشة» و«جبل الحلال» و«السيدة الأولى» و«سجن النساء» و«دلع بنات» و«عد تنازلى» وغيرها من الأعمال التى تمثل وجودا وحضورا قويا للدراما المصرية. ويقول المخرج محمد النجار إن الدراما التركية تفقد بريقها وينصرف عنها المشاهد المصرى من الآن فقد كانت موضة وانتهت، والمصريون عندما يشاهدون مسلسلات تعرض قصصا مشوقة وأحداثها سريعة وثرية مثل الأعمال التى يتم عرضها حاليا فى رمضان فإن المشاهد سيشعر بالملل من المسلسلات التركية التى كانت تمتد لأكثر من مائة حلقة، وأضاف أن الأعمال المصرية الأخيرة تحاكى الواقع وقريبة مما يحدث فى المجتمع المصرى ويتفاعل معها الجمهور أكثر من الدراما التركية التى تحكى عن مجتمع آخر بعيد عنا. وأكد النجار أن تنوع المسلسلات التى ستعرض بعد رمضان بين كوميدى واجتماعى ورومانسى سيعطى للمشاهد حرية اختيار لم تكن متاحة من قبل بالإضافة إلى أن الإنتاج الدرامى فى مصر أصبح أكثر إبهارا وثرى إنتاجيا كما المسلسلات التركية فأصبحنا نرى فى المسلسلات الطائرات والقصور والسرايات والمناظر الجميلة، بالإضافة إلى نقاء الصورة وهى كلها أمور وعناصر سيجعل اكتمالها المشاهد ينصرف عن الدراما التركية خصوصا وأن البديل الآن أصبح أفضل. وإختتم النجار حديثه قائلا: بعيدا عن الشق الفنى فهناك شق وطنى يفرض على القنوات المصرية عدم التعامل مع جهات تركية كنوع من الاعتراض على انتهاج دولتهم سياسة ضد إرادة المصريين . وتقول الناقدة ماجدة خير الله : الريادة فى الدراما ستبقى مصرية والدليل على ذلك الأعمال المصرية المتنوعة فى شهر رمضان هذا العام، وستظل مصر دائما تحتفظ بمكانتها فى الدراما لأن الدراما المصرية جديرة بالتفوق، بينما كانت الدراما التركية تحظى بنسبة مشاهدة عالية خارج شهر رمضان، وكان السبب الأكبر فيه هو غياب الدراما المصرية عن شاشات القنوات طوال العام وعرضها فى رمضان فقط، حيث تأثر الإنتاج بالاحداث السياسية التى كانت تمر بها البلاد. ويقول الناقد نادر عدلى :إن الإنتاج الباهظ للمسلسلات هذا العام والتفوق فى أعمال كثيرة منها «سرايا عابدين» و«السيدة الأولى» و«دهشة» وغيرها من الأعمال يعطى انطباعا للمشاهد بأن مستوى المسلسلات المصرية أصبح قويا وأنه لاحاجة للمشاهد لمتابعة المسلسلات التركية، وأضاف أن عرض الدراما طوال العام وخارج رمضان سيقضى على الدراما التركية خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد انصراف المشاهدين عن برامج التوك شو لصالح المسلسلات.