فى الوقت الذى تقرر فيه عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب غدا بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، لبحث تدهور الأوضاع فى غزة إثر العدوان الاسرائيلى المتواصل على القطاع، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع مستهدفة العديد من الأهداف، وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى أمس إلى 121 شهيدا، و 924 مصابا، منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية التى يطلق عليها اسم »الجرف الصامد«فى حين قصفت كتائب القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس - مطار بن جوريون مجددا أمس، و دمرت عناصر من الحركة عربة عسكرية إسرائيلية شرق مدينة غزة. وقال مصدر مسئول فى الأمانة العامة للجامعة العربية أمس إن هذا الاجتماع العاجل، جاء بناء على طلب من دولة الكويت رئيس القمة العربية، حيث تسلم الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى دعوة رسمية من دولة الكويت عبر مندوبها الدائم لدى الجامعة السفير عزيز الديحاني، تدعو لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري. وأضاف المصدر، أنه فى ضوء المشاورات التى أجراها الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى مع كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس » أبومازن«، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الحالية للمجلس، تم الاتفاق أن يكون الاجتماع العاجل لمجلس الجامعة غدا. ويأتى هذا الاجتماع فى أعقاب فشل مجلس الأمن الدولي، فى اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بالإضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي، فى اعتداءاته المتواصلة على الأراضى الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة. ووافقت مصر على دعوة الكويت لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث التصعيد الاسرائيلى بغزة . و فى غزة، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية »حماس«، أنها قصفت للمرة الثانية خلال نحو 24 ساعة مطار بن جوريون بتل أبيب بصاروخ من طراز ح75 »محلى وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلى المتواصل على قطاع غزة فى يومه الخامس الى 121 شهيدا فلسطينيا و924 جريحا. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، إن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا خلال قصف لمنتزه فى حى التفاح شرق مدينة غزة وإنهم وصلوا الى المستشفى اشلاء ممزقة جراء استهدافهم بشكل مباشر. كما استشهد ثلاثة مقاومين من »كتائب المجاهدين« فى قصف استهدفهم من منطقة مسجد أنصار غرب مدينة غزة. ووسع جيش الاحتلال الاسرائيلى عدوانه ليشمل المتنزهات والأندية الرياضية والجمعيات الخيرية والبنوك فى مختلف مناطق قطاع غزة. يأتى ذلك فى وقت، أدان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل اطلاق الصواريخ من قطاع غزة والأراضى اللبنانية باتجاه اسرائيل. جاء ذلك فى اتصال هاتفى بين هاجل ونظيره الإسرائيلى موشيه يعالون مساء أمس الاول، بحسب الاذاعة الاسرائيلية. وأكد الوزير الامريكي، مجددا دعم بلاده لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها بوجه الاعتداءات الصاروخيةوأعرب عن قلقه من استمرار التصعيد. ويأتى ذلك، بعد تأكيد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، أن اسرائيل ستقاوم كل تدخل دولى بهدف وقف لاطلاق النار، وتأكيده أن أى ضغط دولى لن يمنع اسرائيل من ضرب الارهابيين »على حد قوله، وفى هذه الأثناء، ذكرت صحيفة »يديعوت أحرنوت« الإسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون انتهى من تقييم الوضع بشأن عمليات الجيش فى غزة مع كبار المسئولين فى الجيش الإسرائيلى بما يشمل المسئولين بجهاز الأمن الداخلى فى إسرائيل »الشين بيت« ووزارة الدفاع. وأوردت الصحيفة - على موقعها الإلكترونى - تصريحات يعالون بعد الانتهاء من التقييم وجاء فيها: »إننا نستعد لأيام طويلة من القتال وسوف نستكمل تعزيز الخطوات التالية.. الضربات التى يتم توجيهها لحركة حماس قوية جدا والأضرار التى وجهت للتابعين لهذه الحركة ثقيلة«. وأضاف »سنواصل ضرب حماس ومنظمات إرهابية أخرى حتى يتم استعادة الهدوء والأمن لسكان جنوب اسرئيل وبقية إسرائيل«. وعلى الأرض، تتواصل الاستعدادات لهجوم برى على القطاع. وقال رئيس الاركان الاسرائيلى بينى جانتز ان الجيش الاسرائيلى »سيوسع تحركه بحسب حاجاته وبكل القوات الضرورية«، معتبرا أن »الارهابيين فى غزة ارتكبوا خطأ فادحا بمهاجمتهم سكان اسرائيل«.ويقول الجيش انه تمت تعبئة حوالى 40 ألفا من جنود الاحتياط. وفى هذه الاثناء، ذكرت صحيفة »يديعوت أحرنوت« الإسرائيلية أمس، أن مقر منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية فى غزة تتلقى نحو 800 طلب خلال يوم أمس الاول لإجلاء الأجانب من القطاع. وأوضحت الصحيفة - فى نسختها الإلكترونية - أن منسق الحكومة الإسرائيلية الميجور جنرال يوآف مردخاي، وافق على الطلبات، ومن المتوقع أن يبدأ إجلاء المواطنين الأجانب اليوم الأحد عبر معبر ايريز الحدودي. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يكون من بين تلك الجنسيات مواطنين من الولاياتالمتحدة ورومانيا والسويد والنرويج وبريطانيا وتركيا واستراليا. و من جانبها، قال سام أبو زهرى الناطق باسم حركة (حماس)، إن تفجير كتائب القسام الجناح العسكرى للحركة لجيب عسكرى لجيش الاحتلال الإسرائيلى شرق مدينة غزة هو«عنوان لما ستكون عليه الحرب البرية«. وأعلنت كتائب القسام مساء أول أمس، أنها استهدفت جيب عسكرى اسرائيليا شرق حى الشجاعية شرق مدينة غزة بصاروخ موجه مضاد للدروع، كما أنها قصفت الآليات الإسرائيلية التى تقدمت لسحب »الجيب« المستهدف ب11 صاروخ »107« و 3 قذائف هاون.