تتزامن ذكرتا العاشر من رمضان و30 يونيو هذا العام فى دلالة واضحة على قوة وصلابة شعبنا المصرى العزيز . ذكرى العاشر من رمضان لاتقاس فقط على مستوى تحريرأرضنا من الاحتلال وإنما أيضا على مستوى توحيد للموقف العربى تجلى ذلك فى السياسات النفطية الخليجية التى اربكت صفوف أعداء الأمة العربية ودعم عسكرى رمزى من الاشقاء العرب وكذلك ذكرى ثورة 30 يونية والثالث من يوليو التى اسقطت المخططات الأمريكية التى استهدفت ومازالت وحدة الأمة العربية وتمكنت من تنفيذ اغراضها حتى اصطدمت بصخرة ملحمة تماسك الشعب والجيش المصرى . أن مصر على مدى التاريخ تعرضت لكثير من الكبوات مثل نكسة 67 و حكم جماعة الإخوان الإرهابية العام الماضى ولكنها دائما كانت تستطيع احتواء الصدمة واستيعاب الأزمة لتنهض من جديد مسطرة معلما تاريخيا يغير كثيرا من القواعد الدولية ويرسم أفقا جديدا من ملامح العلاقات الدولية . ان نكبة 67 رغم قسوة ملامحها وما شابها من اخطاء رفضها ابناء الوطن وقرروا إعادة بناء القوات المسلحة رغم ضيق العيش وقلة الموارد والحالة الاقتصادية الصعبة . وتبارى المصريون ليسطروا ملحمة تاريخية فى حب الوطن والتفانى فى تقديم كل غال فنشهد سيارات نقل تعمل بأقل من نصف اجرتها للنقل الحربى (مجهود حربى) وكل الاحترام عندما تعلم ان اصحابها من البسطاء وسياراتهم هى مصدر الرزق الوحيد لعدة عائلات . لا يتسع المجال لحصر التضحيات التى تنافس فيها المصريون فالفنانون تبرعوا بدخل حفلاتهم واللاعبون بناتج المباريات والمهندسين والعمال قدموا ارواحهم لبناء قواعد صواريخ الدفاع الجوى وغيرة كثير من كل فئات المجتمع الذين ساعدوا بتقليل الاستهلاك المعيشى حفاظآ على اقتصاد الوطن . اما كاتب المقال فيتشرف كونه احد الابناء الذين سارعوا بالانضمام للمدرسة الثانوية الجوية متمنيآ شرف القتال كطيار ضد العدو الصهيونى خاصة بعد تدمير طائراتنا ومطاراتنا فى 67 . واذكر مطالبتنا لقادتنا اثناء العمليات بالاشتراك بالطائرات الشراعية التى تدربنا عليها ووصل حد انفعالنا الحماسى للبكاء شوقآ لتحرير الارض وكنا شبابا صغار لم نتجاوز 17 عاما . وتأتى ثورة 30 يونية لتجسد الارادة الآبية للشعب المصرى رفضآ لمخطط تقسيم الوطن وتغيير هويته والاستيلاء على مقدراته ويتقدم ابناء القوات المسلحة ليحموا الوطن من الاقتتال الداخلى ويرفعوا الغطاء عن الجماعة الارهابية لتظهر عوراتهم و يتضح سوء خططهم مع التنظيم الدولى للإخوان الإرهابيين الهادفة الى تركيع مصر اقتصاديا وتقسيمها إداريا وسلب ونهب ثرواتها لصالح اغراضهم الشيطانية . ويجسد الشعب والجيش ملحمة جديدة دفاعا عن الوطن وحفاظا على وحدته وثرواته فى 3 يوليو فى عبور جديد الى المستقبل . أن الأحداث الجسام التى تعرض لها الوطن تظهر صلابة وأصالة شعب مصر العظيم فبعد نكبة 67 رفض الشعب الهزيمة وقرر اعادة البناء واسترداد الارض المسلوبة من العدو الصهيونى وكذلك بعد اتضاح خطط الاخوان الارهابيين من تفريط فى الارض واهدار لحقوق مصر فى النيل وتشويه الهوية المصرية واهدار كرامة الوطن لنكون تابعا لولاية شيطانية يدعون انها اسلامية فقرر المصريون رفض الوصاية وخلعوا رئيسهم مندوب مكتب ارشاد التنظيم الدولى بقصر الرئاسة الذى اساء لقيمة وقدر مصر وأظهر تلاحم الاشقاء العرب مع مصر 30 يونيو صدق الاخوة مع ارتباط المصالح والامن العربى بأمن واستقرار مصر عندما صرح احد كبار المسئولين العرب انه إذا سقطت اى دولة عربية يمكن اعادتها ولو سقطت مصر لا قدر الله يسقط العرب جميعا ان الموقف العربى المشرف فى حرب اكتوبر أربك كثيرا صفوف جميع المتربصين بالأمة العربية الموالين للاحتلال الإسرائيلى مشيرا إلى أن هذا الأمر وإن كان إيجابيا على مستوى وحدة الموقف العربى الا أنه كانت له تداعيات سلبية حيث مثلت وحدة الموقف العربى الدافعية لكل أعداء الأمة العربية وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة والعدو الإسرائيلى لأعداد خطط بعيدة الأمد لتقسيم الدول العربية ثم تفتيتها وهذا ما ذكره كيسنجر وزير خارجية الولاياتالمتحدة فى مذكراته أن رغم وضوح وعلانية هذا المخطط الأمريكى الصهيونى الا أن الدول العربية لم تضع الاستراتيجية اللازمة لمجابهة هذه المخططات بل على العكس تماما ساعدت بانقسامها وتشرذمها اعداء الأمة العربية لتنفيذ مخططاتهم التى لم تكن غائبة مشيرا إلى ضرورة التعلم من أخطاء الماضى حيث أن العالم العربى الآن يعيش قدرا من التجانس تجلى ذلك فى اروع صوره فى وحدة الصف المصرى الخليجى عقب ثورة 30 يونية بما يشكل نفس الاستفزاز لأعداء الأمة العربية والذين لا يدخرون جهدا مماثلا للتخطيط لإفساد اللحمة العربية خاصا أن ما يحدث فى المشهد السورى والعراقى مرشحا لمزيد من الفرقة العربية ويتطلب جهدا وخططا عربيا مقابلة لرأب هذا الصدع وإعداد استراتيجية متكاملة على المستوى السياسى والعسكرى والاقتصادى للحفاظ على وحدة الموقف المصرى الخليجى من جانب ولتقريب وجهات النظر العربية المتنافرة إزاء الملف السورى والعراقى من جانب ثان.