قبل عام من الآن كانت برامج التوك شو علي القنوات الفضائية مجرد نافذة لمعالجة وتغطية الأحداث الجارية وربما التعليق عليها وتحليلها, بينما تغير الوضع منذ عام تقريبا وبالتحديد مع بزوغ ثورة 25 يناير. لتصبح برامج التوك شو ومقدموها من النخبة الإعلامية التي ظهرت أعقاب الثورة هي المحرك الأساسي بل صانع الأحداث, تلك النخبة التي اتجهت إلي الشاشات الفضائية بعد أن بدا أنهاالقوة التي تستطيع أن تحكم وتتحكم وتحشد وتسهم في بناء وتكوين الفكر فسيطرة الإعلام وقدرته علي التأثير هو اليقين الأكبر حاليا و عقب الثورة شهدت القنوات الفضائية نخبة يفتقر بعضها للمهنية حيث يخلط المذيع بين دوره كمذيع وصاحب رأي, وقد يصل ذلك إلي التجاوز فتحولت بعض البرامج الي فوضي بحجة الديمقراطية والحرية التي تبدأ ممارستها للسنة الأولي, وبين موجات الفوضي التي شهدها التوك شو في بعض الفضائيات بحجة ممارسة الحرية فإن هناك البعض من البرامج قد مارستها بشكل موضوعي. ولأهمية الدور الذي تحدد للنخبة الإعلامية التي ظهرت عقب الثورة نراها كانت الواجهة الأكثر بريقا لمن يرغب في الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة, أو لأي سياسي يريد طرح منهجه السياسي وهو ما حدث عندما استضافت مني الشاذلي في برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم د. عصام شرف الذي بكي أثناء حديثه عن أمن مصر واعترافه لأول مرة بوجود ثورة مضادة تحارب ثورة يناير. ومن النخبة الإعلامية التي ظهرت علي قناة مصرية حافظ الميرازي الذي ظهر ببرنامجه بتوقيت القاهرة علي قناة دريم واستضاف من خلاله المرشحين المحتملين للرئاسة ليكون البرنامج منبرا لمرشحي الرئاسة في حلقات اتسمت باختراق الموانع التي كانت مفروضة من قبل. ومحمود سعد اتجه لقناة النهار وقبلها التحرير في أعقاب الثورة ليواصل دوره الذي بدأه من قبل مستفيدا من تجاربه السابقة بالتليفزيون المصري ولميس الحديدي التي انتقلت لقناة سي بي سي التي بدأت بثها بعد الثورة وكذلك خيري رمضان وانضم لتلك النخبة الإعلامية مظهر شاهين وعمرو حمزاوي في تجربتهما الأولي في تقديم البرامج. ويسري فودة وريم ماجد اللذان صنعت لهما ثورة يناير دورا مهما لدي المشاهدين من خلال تغطيتهما للأحداث علي قناة أون تي في. وحسين عبد الغني الذي وجد له مكانا مناسبا علي قناة النهار من خلال برنامج آخر النهار ووائل الإبراشي الذي يواصل تقديم الحقيقة علي دريم ويواصل بعد الثورة ما كان يقدمه بنفس البرنامج قبل الثورة أما دينا عبد الرحمن فبالرغم من الحرية التي يشهد بها الجميع بعد الثورة فإنها قد نالت من تلك المذيعة التي كانت الحرية سببا في خروجها من دريم خلال هذا العام وانتقالها إلي قناة التحرير إحدي القنوات التي بدأت بثها بعد الثورة ومعتز الدمرداش في مصر الجديدة علي الحياة2 بالرغم من أنه لا يعد من النخبة الإعلاميين التي ظهرت عقب الثورة لاعتياد المشاهدين عليه في مناقشة الأحداث من قبل الثورة إلا أن مساحة الحرية التي طرأت عليه بعد الثورة تعد ملموسة. وريهام السهلي علي قناة المحور وشريف عامر ولبني عسل علي الحياة ومن أبرز الوجوه الإعلامية التي ظهرت ببرنامج جديد بعد الثورة يسري فودة علي أون تي في ببرنامج مصر في أسبوع, ومن النخبة الإعلامية التي ظهرت علي الشاشات في عقب الثورة أيضا عادل حمودة علي سي بي سي ببرنامج كل رجال الرئيس ومجدي الجلاد وقد وصلت برامج التوك شو إلي أن تكون جهة تحقيق لإعلان الكثير من القضايا منذ ثورة يناير وكانت تلك النخبة الإعلامية هي القضاة والمحققون. ولم يشهد العام الماضي بعد ثورة25 ظهورا لنخبة إعلامية بعينها فقط بل شهد أيضا ظهورا لنخبة من الضيوف الذين ظهروا بأشكال متكررة بالفضائيات ومنهم غالبية المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية وممدوح حمزة وجورج إسحاق وغيرهم الكثير من الأسماء. وخلال العام الماضي نال العديد إن لم يكن أغلب القنوات الفضائية إتهامات وجهت لبرامج التوك شو بها وحول ذلك ذكر عدد من الإعلاميين إن ذلك غير صحيح, لأن ما يسخن الناس ليس عرض المشكلة وإنما المتسبب فيها, فبرامج التوك شو كانت أحد الأمور المتسببة في ثورة يناير بعد أن أسهمت في زيادة وعي الجماهير والمطالبة بحقوقها. وحول الشعور بأن الإعلام قد تحرر من قيوده بعد ثورة52 يناير مما أدي لنوع من التخبط وصل إلي مرحلة الفوضي الإعلامية, ذكر البعض من الإعلاميين انه لا يمكن إنكار ذلك فالمحروم الذي تعطيه طعاما وشرابا فجأة سيأكل ويشرب بنهم ولكن مع الإعتياد علي ممارسة الحرية بدأ الوضع يسير للأفضل, كما آكد البعض من الإعلاميين أنه لا يمكن إنكار أن هناك بعض الأخطاء التي وقع فيها الإعلام خلال العام فسنة أولي حرية وديمقراطية لابد أن تشهد بعض التخبط ولكن هناك فوائد كثيرة للمشاهد والإعلاميين معا خلال هذه السنة أيضا أهمها للمشاهد التنوع والمنافسة والمحاولة للسبق والوجود في الحدث لحظة بلحظة.