نظراً لعظمة شهر رمضان وعظمة فريضة الصيام فإننا سنتناول ما يفسد الصيام حتى يتجنبه كل مسلم ومسلمة، الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط، يقول أن مفسدات الصيام تنقسم إلى قسمين: أولهما، ما يفسد الصيام ويوجب القضاء والكفارة، ثانيهما، ما يفسد الصيام ويوجب القضاء فقط. وما يفسد صيام شهر رمضان ويوجب القضاء والكفارة أولاً: أن يقضي شهوة الفرج كاملة والدليل على ذلك ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت. قال: ما لك؟، قال: وقعت على أمرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها. قال لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم. فبينما نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر ( والعرق المكتل ) قال صلى الله عليه وسلم أين السائل؟ فقال أنا، قال: خذ هذا فتصدق به، فقال الرجل على أفقر مني يا رسول الله؟ فو الله ما بين لابتيها (يريد الحرمين) أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك؟. وهذه الرواية فيها فوائد كثيرة منها، استدل بها من ذهب إلى سقوط الكفارة بالإعسار وهو أحد قولي الشافعي. ومشهور مذهب أحمد وخرج بعض المالكية والجمهور أن الكفارة لا تسقط بالإعسار. واختلفوا في الإطعام هنا فقيل خاص بهذا الرجل وهو قول إمام الحرمين وقيل بالنسخ فلا يطعم به أهله وقيل: لما كان عاجزاً عن نفقة أهله جاز له أن يصرف الكفارة لهم وهذا هو ظاهر الحديث الخ ما ذكر الحافظ ابن حجر.