قال الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير خلال الحفل السنوى للغارمين الذى أقامته المؤسسة مؤخراً بحضور ممثلين عن وزارة الداخلية ومصلحة السجون، أننا نحتفل بعمل الخير من أجل أن نبدأ مشوارا جديدا، لنكمل ما بدأناه من عمل يرضى الله عز وجل وينفع بلدنا. وأكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، أن إخراج الغارم من السجن ليس فقط تعنى إعادته للحياة و لكن عودة الحياة للأسرة كلها وخاصة أن الأسرة بعد دخول عائلها السجن تعيش بكاملها فى العوز والاضطراب و السرقة والإجرام وأطفال الشوارع، مضيفاً أن هذا المشروع فى غاية الأهمية ليس لأنه يطبق كلمة الله فى إخراج الغارمين، وليس فقط لفعل الخير الذى أمرنا الله به، وليس فقط لتحقيق التكافل الاجتماعى ، وليس فقط لأنه يؤدى إلى الأمن المجتمعي، الذى هو أهم وأكبر من الأمن الشرطي، ولكنه يؤدى إلى تطوير الحياة وتحقيق الرفاهية للإنسان، وهذا ما نطلبه لأهلنا وبلدنا ". وأشار إلى أن مشروع الغارمين واحد من 170 مشروعاً تتولاهم مصر الخير، فى مختلف المجالات من تعليم وصحة وبحث علمى وتكافل اجتماعى ومناحى الحياة، ولكنه أثبت نجاحاً كبيراً فاق كل التوقعات، موجها الشكر لفريق العمل ووزارة الداخلية ومسئوليها الذين تعاونوا معنا بقلوبهم وكل جوارحهم. وقال أننا لا نقف عند حد إخراج الغارمين الذين تبلغ ديونهم أقل من 10 اّلاف جنيه، بل تم رفع الحد كى نعمل على سد ثغرة دخول الناس إلى السجون ، ونريد أن نقضى على هذه الظاهرة بالوعى و السعى من جانبه قال محسن محجوب أمين صندوق مؤسسة مصر الخير، أن المؤسسة بهذا المشروع تقدم نموذجاً يساهم فى تنمية البلاد، فمشروع الغارمين من أنجح المشروعات بالمؤسسة قائلا :"بفضل الله نطرق أبوباً لم يكن يعرفها المجتمع المدنى من قبل. وأضاف :" نحن أول مؤسسة أهلية تفتح لها وزارة الداخلية أبواب جميع السجون فى مصر ، وشاهدنا تعاوناً كبيراً لم نكن نتصوره ، وكذلك من النائب العام ومساعديه الذين لمسوا ما تم إنجازه، فقدموا لنا تسهيلات كبيرة، وخاصة فى تقصير مدة إخراج الغارمين، وهناك خط اتصال مباشر مع النائب العام لحل أى مشكلات أو عقبات تواجه فك كرب الغارمين. وأكد أن التطور الطبيعى للمشروع هو إيقاف أسباب دخول الغارمين إلى السجون، لهذا نقيم مشروعات للغارمين، لتوفير دخل شهرى لهم ومصدر رزق دائم، كما أننا طورنا المشروعات من مشروعات فردية إلى مشروعات جماعية ، وبدأنا فى أبيس بالإسكندرية لأنه كان بها أكبر عدد من الغارمين، وتم عمل مصنع للسجاد ، يعمل فيه حاليا نحو 220 أسرة، كما فتحنا مصنع سجاد فى سجن المنيا لتوفير مصدر رزق لهم و لأسرهم خارج أسوار السجن. وقال اللواء جمال شعير ، مدير الإدارة العامة للتأهيل بمصلحة السجون، نيابة عن وزير الداخلية، إن خروج هذا الرقم الكبير مجهود عظيم، ينم عن أن وراءه رجالاً قادرين على مساعدة المجتمع ، فى إزالة الفقر والجهل الذى يوقع بالبسطاء تحت طائلة القانون، كما أنه يدل على التعاون بين الحكومة وأجهزتها المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى مثل مؤسسة مصر الخير. وأعلنت سهير عوض مديرة مشروع الغارمين عن خطة عمل المشروع خلال المرحلة المقبلة، والتى تستهدف عدة محاور جديدة ، وهى فك كرب القرى الغارمة الأكثر فقراً بالكامل، وإحياء تراث هذه القرى، موضحة أن العمل بدأ فى قرى أبيس بمحافظة الإسكندرية بحيث يتم فك كرب الغارمين بها وإحياء صناعة السجاد اليدوى التى كانوا يتميزون بها والتى قاربت على الانقراض بافتتاح مشروع مصر الخير لصناعة السجاد بقرى ابيس، يتم تدريب وتعليم الغارمين فيها على صناعة السجاد، وتوفير دخل لهم عن طريق عملهم فى المشروع .