فى كل عام يتجدد الخلاف حول رؤية هلال رمضان مع قدوم هذا الشهر الكريم لما يمثله هذا الشهر من أهمية عظيمة لدى المسلمين فى جميع أنحاء العالم فى الوقت الذى لا تختلف فيه الحسابات الفلكية عن الرؤية الشرعية وسوف تستطلع معظم الدول الاسلامية رؤية الهلال اليوم ومنها المملكة العربية السعودية والكويت وتونس وحول توحيد الرؤية فى جميع الدول الإسلامية طبقا لما قرره مؤتمر منظمة العالم الإسلامى الذى عقد فى جدة منذ سنوات بحضور 56 دولة إسلامية وعربية. أكدت دار الإفتاء المصرية فى بيان لها أمس أن عزمها فى إطلاق القمر الصناعى الإسلامى مازال محل اهتمام القائمين عليه من علماء الدين والفضاء المصريين وأساتذة الجامعات ومركز الاستشعار عن بعد بناء على توجيهات فضيلة المفتى الذى أكد أن الرؤية الشرعية هى الأصل فى إعلان بدء الصيام مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين» وحول استعدادات مرصد حلوان أكد الدكتور حاتم عودة رئيس المرصد أنه سيتم إرسال 7 لجان شرعية إلى 7 مناطق رئيسية على مستوى محافظات مصر بالتعاون مع مندوبى دار الإفتاء والأوقاف والأزهر لرصد الهلال وذلك من مناطق مدينة 6 أكتوبر وسيوة بمرسى مطروح وقنا وتوشكى بأسوان والوادى الجديد ومرصد حلوان والقطامية بالقاهرة مشيرا إلى أنه سيتم تزويد اللجان بأحدث الأجهزة العلمية وخرائط تحدد اتجاه زاوية الهلال ويتم ابلاغ النتائج أولا بأول لدار الافتاء.
وأضاف أن الهلال سيولد بعد حدوث الاقتران فى الساعة العاشرة والدقيقة التاسعة صباح اليوم «الجمعة» الموافق 29 شعبان 1435ه ويغرب الهلال قبل غروب الشمس فى معظم العواصم والمدن الإسلامية والعربية بمدد تتراوح ما بين دقيقة حتى 9 دقائق ما عدا مدن داكار ونواكشوط ومراكش ولاجوس والخرطوم ومكة وعدن وكوالالمبور فإن القمر يغرب فيها بعد غروب الشمس بمدد تتراوح ما بين دقيقة إلى 12 دقيقة مشيرا إلى أن القمر سيغرب قبل غروب الشمس فى القاهرة بدقيقتين.
أما فى أسوان (توشكي) والخارجة بالوادى الجديد فإن القمر سيغرب مغ غروب الشمس وبذلك يستحيل رؤيته ويكون غدا السبت هو المتمم لشهر شعبان فلكيا وأن بعد غد الأحد هو أول أيام رمضان وفى هذا الرأى يؤكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربى للعلوم الفلكية أن فرصة الرؤية مستحيلة فى كل مدن الجزيرة العربية لغروب القمر قبل غروب الشمس، مشيرا إلى أن قرار مؤتمر اسطنبول حدد 18 دقيقة حتى يمكن رؤية الهلال عبر التليسكوب و30 دقيقة بالعين المجردة مشيرا إلى أن هناك 40 عالما من علماء الفلك فى جميع الدول الإسلامية والعربية تسمى بمجموعة رصد الأهلة أكدوا استحالة رؤية الهلال فى يوم مولده (يوم الرؤية). ويقول الدكتور أنس عثمان أستاذ علوم الفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن رؤية الهلال فى نفس يوم مولده مستحيلة سواء بالأجهزة العلمية أو البصرية لأن فترة بقائه فى السماء غير متوافرة لغروب الهلال قبل غروب الشمس والرؤية الشرعية تكون بعد غروب الشمس ولو بفترة قليلة وهى فترة «المكث» رغم صعوبة الرؤية نظرا لأن الهلال الجديد سيكون ضعيفا حتى ولو كان المناخ صافيا وعدم وجود سحب أو تلوث، ويؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق من كبار علماء الأزهر الشريف أنه يجوز شرعا إذا تمت رؤية الهلال فى بلد يشترك معنا فى جزء من الليل الأخذ به مادام يشترك معنا فى المطالع مشيرا إلى أن هناك مذهبا آخر يقول لكل بلد رؤيته وقد حدث ذلك أيام الصحابة رضوان الله عليهم حيث صام أهل الشام فى وقت وصام أهل الحجاز فى وقت آخر وحدث بذلك تعدد للرؤية فإذا أعلنت أى دولة إسلامية ثبوت الرؤية فيجوز الأخذ به والصيام يكون صحيحا.
وحول إمكان وجود قمر صناعى إسلامى تقول الدكتورة ميرفت عوض أستاذ علوم الفضاء بجامعة القاهرة والمشرفة على مشروع القمر إن التصميم المبدئى للقمر تم الانتهاء منه بنسبة 30% وأن هناك عروضا من شركات عالمية لتنفيذ المشروع منها شركة إيطالية وأخرى أمريكية ويتكلف المشروع نحو 6 ملايين دولار مشيرة إلى أن دار الافتاء قد أرسلت عدة رسائل للدولة المشاركة فى المشروع ومنها السودان وإيران والكويت والبحرين وعمان والإمارات والمملكة العربية السعودية وذلك من خلال وزارة الخارجية المصرية وقد أبدت أغلب هذه الدول موافقتها على مشروع القمر الذى تم فتح حساب له بالبنك الأهلى المصرى برقم 713115 ورقم 110006113113 بالدولار لسرعة الانتهاء منه خلال عام واحد. ويؤكد اللواء مدحت مختار رئيس هيئة الاستشعار عن بعد أهمية اطلاق قمر صناعى اسلامى لرصد الأهله على مدى العام كله وليس لشهر رمضان فقط مشيرا إلى أنه يمكن وضع كاميرا خاصة على القمر الصناعى المصرى المزمع إطلاقه عام 2016 إيجيب سات2 ويمكن الاستفادة منه فى مواقع مختلفة مثل اكتشاف الثروات الطبيعية وتحديد الأحوزة العمرانية وكل ما يحدث على الأرض من تطورات وكذلك مسارات الطرق.