ونحن على أعتاب عهد جديد مملوء بالأمل وفى بداية طريق نحو مستقبل افضل لمصرنا الحبيبة وجدنا لزاما علينا ان نسلط الضوء على الأسباب التى تعوق أزدهار صناعة السياحة وتمنعنا من الحصول على نصيبنا الطبيعى من حركة السياحة العالمية – لنضعها بين يدى رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب - ولكى تصبح مصر بحق كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «أم الدنيا وحتبقى قد الدنيا». لماذا اصبح منتهى طموحنا ان نحصل على 14 مليون سائح فى حين ان دولة مثل تركيا حصلت العام الماضى على 35مليون سائح على الرغم من شتائها القارس ومقوماتها السياحية المحدودة؟ دار هذا السؤال فى ذهنى وانا فى طريقى لمدينة شرم الشيخ لحضور فعاليات بطولة البلياردو التى تنظمها مؤسسة «الأهرام» بالتعاون مع محافظة جنوبسيناء - وبطريقة عفوية فوجئت بزميلى لى يصيح متعجبا ومستاءا «تخيل سعر تذكرة مصر للطيران 1600 جنيه هل هذا معقول مضيفا كيف نطلب من المصرين تشجيع السياحة الداخلية فى حين ان هذا السعر يكفى لرحلة الى تركيا لمدة اسبوع شاملة الإقامة».؟ كان تساؤل الزميل العفوى والمملوء بالحسرة إجابة عما يدور فى ذهني- وخاصة ان متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية يصل الى 4 أفراد وبحسبة بسيطة نجد ان رب الأسرة مجبر على ان يسدد لمصر للطيران - لأنها الشركة المحتكرة للخط - مبلغ 6400 جنية نظير التذاكر فقط دون حساب الاقامة فى الفندق ومصاريف الرحلة. غالبا اسعار تذاكر مصر للطيران المبالغ فيها لشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم تجعل الأسرة تذهب الى أقرب شركة سياحة لتحجز رحلتها الى تركيا او الى أى بلد أخر. فور وصولى التقيت مع بعض المصريين الذين وصلوا الى شرم الشيخ لقضاء أجازة ترفيهية قبل دخول الشهر الكريم وجميعهم صبوا جام غضبهم على مصر للطيران لأن بعضهم عجز عن الحصول على تذاكر نتيجة لزحام المسافرين مع قلة عدد الطائرات مما اضطرهم للاستعانة بسياراتهم فى رحلة تزيد على 6 ساعات - والبعض الأخر، وجد ان اسعار التذاكر تتعدى حدود ميزانية الرحلة وأبدى ندمة على عدم السفر الى تركيا والتى سافر اليها من قبل وكلفتة ميزانية اقل من ذلك بكثير. وقد وصلت الاشغالات فى شرم الشيخ، كما أكد لى حسين فوزى رئيس غرفة المنشآت الفندقية بجنوبسيناء 65% فقط وكان من الممكن ان تصل هذه النسبة الى 100% حال توافر عدد كاف من الطائرات وبأسعار معقولة. بالفعل كانت شرم الشيخ مزدحمة بالأشقاء العرب والمصريين والروس والإنجليز وخلت تماما من جنسيات الاتحاد الأوروبى مثل الألمان والإيطاليين وغيرهم من الدول التى ما زالت تضع تحذيرات لمواطنيها من السفر الى شرم الشيخ - وهنا أقول ان الشركة الوطنية للطيران مثلت حائط صد منيعا تجاه زيادة الحركة الى شرم الشيخ لأنها – كما أكد لى المحافظ النشيط اللواء خالد فودة - لم توفر طائرات بأحجام كبيرة لنقل الأشقاء العرب وخاصة من دولة الكويت مشيرا الى أن هناك أعدادا كبيرة منهم يرغبون فى السفر الى شرم الشيخ دعما للاقتصاد المصرى ولكن للأسف لم نستطع توفير وسائل مناسبة لنقلهم وطالب فودة بزيادة أعداد الطائرات القادمة من دول الخليج، وكذلك بتطبيق سياسة السماوات المفتوحة والسماح لشركات الطيران المختلفة بالهبوط فى مطار القاهرة لأن هذا سيؤدى الى انعاش جميع المقاصد السياحية المصرية. واكد فودة انه سيجتمع بوزير الطيران المدنى ليطالبة بالبحث عن حلول لمساعدة الأقتصاد المصرى من خلال زيادة الحركة الوافدة مشيرا الى أن شرم الشيخ أصبحت جاهزة تماما لاستقبال ملايين السياح، واصبحت جميع شوارعها مؤمنة بكاميرات على مدى الساعة مطالبا بأن يتم تنشيط سياحة المؤتمرات حيث ان شرم الشيخ تمتلك مركز المؤتمرات الدولى وملحقا به استراحات لرؤساء الدول وسبق ان احتضن مؤتمرات السلام والأمم المتحده. طوال رحلاتنا فى مدينة شرم الشيخ أو مدينة السلام كما أطلقت عليها منظمة اليونسكو كانت قضية الطيران المدنى هى الحاضر الغائب لأنها الوسيلة الوحيدة لجذب السائحين وللأسف كل من قبلناهم من خبراء السياحة برفقة المحافظ أكدوا ما جاء على لسانة- حيث أرجع هشام على رئيس جمعية مستثمرى شرم الشيخ انحسار الحركة السياحية فى المدينة الى تعنت الطيران المدنى موضحا ان الشركة الوطنية للطيران تحتكر خط الطيران من القاهرة الى جميع المدن السياحية مما يجعل المواطن فريسة لأسعارها لعدم وجود شركات أخرى منافسة وهذا يقع تحت طائلة قانون الاحتكار. ويصف على معاناة السائح الأوروبى بأنها لا تقل عن السائح المصرى حيث نجحت الشركة الوطنية للطيران فى حرمانة من زيارة معالم القاهرة وفرضت علية حظر ان يهبط بطائرتة الشارتر فى مطار العاصمة ويتوجة مباشرة الى المدن الساحلية الأخرى مثل شرم الشيخ والغردقة. وقال هشام على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طالب الجميع ببذل الجهد والعمل لمصلحة اقتصاد مصر ومن هذا المنطلق فإنى أناشد رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب التدخل لدى وزارة الطيران المدنى لتسمح لمنظمى الرحلات من ايطاليا وهولندا وأوروبا بأن يهبطوا بطائراتهم الشارتر فى مطار القاهرة - مؤكدا أنه حال الموافقة على هذا الطلب سنكون قد استطعنا كسر الحظر الأوروبى المفروض على شرم الشيخ لأن السائحين الذين سيأتون على متن هذه الرحلات سيتوجهون من القاهرة الى شرم الشيخ مباشرة بعد زياراتهم لمعالم القاهرة والتى لن تستغرق أكثر من يومين، مشيرا الى ان مطار القاهرة لا يقع تحت طائلة الحظر الأوروبى مما سيجعل شركات السياحة الأوروبية وخاصة الشركات التى تضررت من موقف حكوماتها ولديها استثمارات سياحية فى مصر تقوم بزيادة رحلاتها مما يدعم الاقتصاد المصري. وأكد على انة بتحقيق هذا الاقتراح ستذيد نسبة الأشغالات بفنادق القاهرة وكل المدن السياحية الأخرى مثل الغردقة ومرسى علم والساحل الشمالى، مما يسهم فى الحفاظ على الأيدى العاملة المصرية التى بذلنا مجهودا فى تدريبها ويدعم خزانة الدولة بالعملة الأجنبية وتعود صناعة السياحة لتقود التنمية الشاملة فى مصر. والان وبعد أن وضعت مصر إولى خطواتها نحو مستقبل يحدوه الأمل يجعلنا نتوقع ان نصل الى 50 مليون سائح خلال سنوات قليلة هل لدينا إرادة لتطبيق سياسة السماوات المفتوحة، ويكون مطار القاهرة واحة لشركات طيران متعددة تسمح للسائح المصرى بالاختيار بين مصر للطيران او غيرها من الشركات وفقا لقدرته المالية وخضوعا لقوانين المنافسة. هذه السياسة سبقتنا فى تطبيقها دولا عديدة وحققت معدلات نمو سريعة وزادت مواردها من رسوم هبوط وخدمات لوجستية لهذه الطائرات ناهيك عن زيادة ضخمة فى أعداد السائحين مثل دبى وتونس وتركيا والمغرب ويكفى ان نعرف أن تركيا كانت تستقبل 4 ملايين سائح وبعد تطبيقها هذه السياسة وصلت الى 35 مليون سائح. اما السؤال الذى سنبحث عن اجابة له العدد القادم لماذا وصلت خسائر مصر للطيران الى ما يزيد على 9 مليارات جنية على الرغم من أحتكارها خطوط الطيران واسعار تذاكرها المرتفعة، وإلى متى تصمت حكومة محلب على هذا النزيف المستمر منذ سنوات ما قبل ثورة يناير. ملحوظة: حاولنا الاتصال بالطيار سامح الحفنى رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ولكن مشاغله حالت دون الرد علينا.!!