يلقبه أهالي بورسعيد برمز المقاومة الشعبية ومدير الأمن الشعبي.. لا يرد له أحد كلمة ويحظي بشعبية جارفة بينهم.. يعتبره البلطجية العدو رقم واحد لهم ولا يطيقون رؤيته إطلاقا.. إنه الشيخ حافظ علي سلامة أحد مشايخ السلفية ببورسعيد الذي يحظي باحترام الجميع وهو أول من قام بتشكيل لجان أمن شعبية لحماية المواطنين في حالة الانفلات الأمني ببورسعيد منذ الثامن والعشرين من يناير العام الماضي.. الأهرام التقي الشيخ حافظ بعد أن كان يتردد اسمه في كل حدث للاستنجاد به, فوجدناه شابا أربعينيا يعمل في التجارة ببورسعيد, ويكره بشدة التحدث إلي وسائل الإعلام التي وصفها بأنها غير موضوعية وأنها أسهمت بشكل كبير فيما وصلت إليه مصر بعد الثورة إلا أننا أقنعناه بالتحدث معنا فكشف عن العديد من الحقائق في الحوار الآتي: هل كنت تتوقع كارثة بورسعيد؟ لم أكن أتوقعها خاصة أنني قابلت اللواء عصام سمك مدير الأمن السابق قبل المباراة بيومين وطلب مني مساعدته في تهدئة الجمهور البورسعيدي المتحفز ضد جماهير الأهلي, وأبلغني مدير الأمن أنه وضع خطة لتأمين الجمهور واللاعبين, إلا انني فوجئت يوم المباراة بهذا الغياب الأمني الذي أسهم في وصول الجناة الي جمهور الأهلي والاشتباك معهم. كما طلب مني حضور بعض المشايخ والرموز. ولماذا لم يتعامل الأمن مع هؤلاء المجرمين؟ أعتقد أن قوات الأمن لم تتلق أية تعليمات من قياداتها فجاء رد فعلهم بهذه السلبية حتي لا يقول أحد أن الشرطة تعتدي علي الجمهور, وكان من الممكن أن يؤدي التدخل إلي ارتفاع عدد الضحايا وتأليب الرأي العام أكثر ضد جهاز الشرطة. هل الحادث نتيجة لمؤامرة أم تواطؤ من الشرطة؟ من المؤكد أن هناك مؤامرة نفذها مجموعة من البلطجية لا يمثلون الشعب البورسعيدي, ولكن يجب اثبات تلك المؤامرة بالأدلة والبراهين وعدم اصدار أية أحكام بناء علي انطباعات أو شائعات, وفي الوقت نفسه أنا علي يقين من عدم وجود تواطؤ من أجهزة الأمن لان الأمن كان وجوده اجباريا في الملعب ولم يكن أمامه سوي خيارين, إما أن يقف ويشاهد واما أن يتعامل بضرب النار, والخياران أحلاهما مر. وما هي أوجه التقصير الأمني في تلك المباراة؟ كانت هناك معلومات تشير إلي ان المباراة قد تشهد أحداث شغب بين الجماهير وقد سبقها سيل من التهديدات الالكترونية تبادلها مشجعو الفريقين علي صفحات الفيس بوك وكان يمكن لعب المباراة بدون جمهور أو نقل مكانها الي مكان آخر وهذا لم يحدث. ومن المسئول عن هذا التقصير بتقديرك؟ المسئول الأول هو المحافظ لانه صرح قبل المباراة بأن الأمن مستتب وعلي مايرام في حين أن الواقع أثبت عكس ذلك تماما وأن الحالة الأمنية كانت واهية ومتراخية تماما, وقام برسم صورة وردية للواقع المرير. وهل كان وسط مشجعي المصري مسجلون خطر؟ لا أحد يستطيع الجزم بوجود مسجلين خطر وسط المشجعين, فمن يملك ثمن التذكرة يستطيع الدخول, ولكن الاحداث تؤكد وجود مندسين بين الصفوف وهو ما أكده اعضاء الالتراس انفسهم لانهم يعرفون بعضهم البعض جيدا وأكدو لي أن هناك شباب كانوا يجلسون بينهم في المدرجات لا يتكلمون باللهجه البورسعيدية المعروفة وكانوا لا يعرفون شخصياتهم, والخطأ الذي ارتكبه مشجعو الالتراس المصراوي هو انهم نزلوا إلي ارض الملعب للاحتفال بالفوز فتم تصويرهم بالكاميرات علي انهم ضمن البلطجية الذين اعتدوا علي جمهور الاهلي ولو أنهم مكثوا في مدرجاتهم لكان الموقف اكثر وضوحا وأكثر سهولة في تبرئتهم وكشف المندسين وسط الجمهور. ماذا فعلت عندما علمت بالأحداث؟ اتصلت بزملائي من المشايخ وتوجهنا إلي الاستاد وقمنا بحماية جماهير الأهلي وأمنت خروجهم بنفسي ورافقناهم حتي استقلوا القطار لحمايتهم من أن يتعرض لهم أحد في الطريق وأحضرنا لهم بعض الأطعمة والعصائر ومكثنا معهم في المحطة حتي غادروا. من وجهة نظرك كيف تعود الشرطة إلي الشارع مرة أخري؟ حل المشكلة الأمنية سياسي من الدرجة الأولي وذلك بقرار من المجلس العسكري لإعادة هيكلة الجهاز الامني بالكامل ووضع قوانين لمكافحة البلطجة, ولا توجد مشكلة بين الأمن وأهالي محافظة بورسعيد. كيف ستتعامل اللجان الشعبية مع مثل تلك الأحداث خاصة بعد اعتداء البعض علي مبني مديرية الأمن ورشقه بالحجارة؟ اتفقت مع عدد من الأهالي والمشايخ علي تشكيل لجان شعبية لحماية المباني والمنشآت العامة بالمحافظة وقمت بالتنسيق مع جميع الجهات الأمنية في هذا الشأن وابلغت الحاكم العسكري بذلك, وسوف ننتهي من تشكيل هيكلها التنظيمي خلال ساعات. كيف تصف حالة الأسواق بعد الأحداث؟ الاسواق متوقفة تماما ولا يوجد بيع ولا شراء بسبب امتناع الزائرين والمشترين من المحافظات الأخري عن التوجه إلي أسواق بورسعيد نتيجة الصورة المشوشة التي رسمتها بعض وسائل الإعلام عن شعب بورسعيد. أخيرا كيف تتعاون مع لجنة مجلس الشعب لتقصي الحقائق؟ اللجنة تؤدي دورها بشكل ممتاز وتسعي إلي تنفيذ مهمتها في أسرع وقت وتستمع إلي جميع الأطراف بحيادية, ومن جانبي قدمت لهم جميع السي ديهات والصور وأرسلت لهم شهود عيان وأتمني أن يتوصلوا إلي الجناة وتقديمهم إلي المحاكمة آيا كانت مواقعهم أو مناصبهم وألا ينتهي عملهم إلي لا شيء مثل اللجان الأخري خاصة أن معظم المقبوض عليهم علي ذمة التحقيقات لا علاقة لهم بتلك الجريمة وانما تم اللقاء القبض عليهم بشكل عشوائي.