عندما يؤدى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية اليوم، فإن مصر ستكون على موعد مع وجهها الجديد المأمول أن يعيد إليها نضارتها وحيويتها وعافيتها التى فقدتها خلال حكم جماعة الإخوان الإرهابية. هذا الوجه الجديد سيرتبط ارتباطا وثيقا بقاطرة العدالة الاجتماعية ذلك الحلم الذى يسعى الشعب المصرى لتحقيقه، منذ ثورة 23 يوليو 1952. فالمصريون عندما خرجوا فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو كانوا يبحثون عن مفهوم العدالة الاجتماعية التى كانت فريضة غائبة لفترة طويلة ، وتلك ليست مهمة يسيرة، لأنها ستحتاج لتضافر جهود الجميع واخلاصهم. فالعدالة الاجتماعية لن تكون مسئولية الدولة بمفردها، نعم الدولة ستكون حاملة رايتها ومتقدمة الصفوف، لكن المجتمع بفئاته المختلفة سيتحمل جانبا من هذه المسئولية. فمصرنا تلزمنا فى هذا الظرف الدقيق بمد يد العون لها، وأن نتحلى بقدر معقول من الصبر والتضحية، لكى تجتاز مرحلتها الانتقالية بسلام ويسر دون معوقات وعراقيل تكبح انطلاقها على طريق التقدم الاقتصادى والاجتماعي.
شخصية الرئيس كتب : شادى عبدالله زلطة حظى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى بشعبية جارفة بين المصريين، بل وأصبح محل اهتمام دولى كبير بعد ثورة 30 يونيو 2013 ،لكن هذه الشعبية لم تتوقف فقط عند هذا المنعطف بل يعود جزء كبير منها إلى طبيعة شخصيته التى لاقت قبولا كبيرا لدى المصريين، واعتبره الشخص الوحيد القادر على تحقيق آمالهم فى الأمن والاستقرار. ويكمن سر شخصية عبد الفتاح السيسى التى أحبها المصريون فى كلماته التى تمس القلب وتظهر معدن المصرى الأصيل الذى طالما كان المصريون يبحثون عنه طوال السنوات الثلاث الماضية. ومن الضرورى عند التعمق فى شخصية السيسى العودة إلى نشأته فى حى الجمالية التى لعبت دورا مهما فى تكوينه. عاش السيسى طفولته فى منزل عائلته بحارة البرقوقية الذى بناه والده الحاج سعيد السيسي. يروى العديد من جيران وأصدقاء الحاج سعيد السيسى أن السيسى اكتسب عدة صفات منذ الصغر من بينها الصبر والذكاء فى التعامل مع المشاكل والأزمات، كما كان يتميز بالهدوء والوعى السياسى وبعد النظر والوطنية منذ الصغر. وتدرجت شخصية السيسى فى اكتساب الصفات والقيم الأصيلة للشعب المصرى على مدار عمره، حيث اشتهر داخل الحياة العسكرية باجتهاده الشديد فى العمل وطموحه المستمر فى تحقيق الأفضل، وهو ما كان واضحا فى حصوله على عدد من الدرجات العلمية والعسكرية المتميزة فى مصر وبريطانيا والولايات المتحدة ، فضلا عن تدرجه السريع فى المناصب العسكرية. ولم تكن شخصية المشير السيسى ، قبل خلع البزة العسكرية ، معروفة بشكل واضح للمصريين سوى أن خطاباته كانت تمس القلب بشكل مباشر، وهو ما كان يعد أمرا طبيعيا بسبب حساسية منصب وزير الدفاع، إلا أن هذه الشخصية بدأت تتضح بأدق تفاصيلها بعد ترشحه للرئاسة وعقده لقاءات مكثفة مع مختلف القطاعات وشرائح المجتمع ، حيث كانت هذه اللقاءات كفيلة بحصول الحاضرين على انطباع دقيق حول شخصيته. وكان الحاضرون فى كل لقاء مجمعين على أنه شخصية فريدة، حيث كانت كلماته دائما صادقة تصل بشكل مباشر لعقول وقلوب الحاضرين . ولم يحاول الرئيس طوال فترة حملته الإنتخابية اتباع أو تقبل أسلوب النفاق أو تصدير الكلمات المعسولة لتحسين صورته لدى الحاضرين، وكان الدافع لديه دائما توضيح الحقائق والتحديات وكيفية معالجتها وتحفيز دافع الوطنية والإخلاص للوطن لكل من يجلس معه، وهو ما كان يعطى انطباعا دائما لدى الحاضرين بأنه رجل قوى ملم بالتحديات والمشاكل التى تواجهها البلاد بشكل تفصيلى ولديه وسائل واضحة لمواجهتها وحلها. هذا المزيج من المبادئ والأخلاق والوطنية والصدق والإخلاص والأمانة والثقة بالنفس اختلط ببعضه ليبرز شخصية ينصت لها الجميع باهتمام بالغ، فطوال اللقاءات المختلفة، كانت ملامح وجه المشير السيسى تعكس شخصية رجل قوى حازم واثق فى نفسه محدد التفكير سريع البديهة يحمل هموم الوطن، ويصرعلى مواجهتها بكل عزيمة وإصرار. كما عكست اللقاءات المختلفة عن شخصية دبلوماسية سريعة البديهة ، فقد كان السيسى يلتزم طوال الوقت بالإنصات باهتمام لكل أحاديث الحاضرين والرد على كل واحد على حدة وتدوين الاقتراحات والأفكار التى يراها فعالة خلال المرحلة المقبلة. وكان من الملاحظ أيضا خلال اللقاءات المختلفة للسيسي، خلال فترة حملته الانتخابية، أنه كان يحاول التكيف فى كل لقاء مع طبيعة الحاضرين ، فعلى سبيل المثال كان يلتزم الجدية ومناقشة الأفكار البناءة مع قطاعات رجال الأعمال والمستثمرين ، فى حين كان رحب الصدر ومتبنيا لروح الدعابة فى لقاءاته مع ابناء الصعيد والشباب، إلا أن هذا كان لا يعنى محاولته خلال هذه اللقاءات عرض الوقائع والتحديات والأفكار المطروحة لحلها. كلمات رددها كثيرا خلال اللقاءات "ربنا يقدرنى على حكم البلاد بكل صدق وأمانة وإخلاص"..كلمات ترددت كثيرا خلال لقاءاته المختلفة ، وهى فى الواقع كانت رسالة يكررها باستمرار ليؤكد على منهجه الذى يعتزم تطبيقه فى الحكم ، كما كان المشير يكرر دائما جملة "سأحاجيكم يوم القيامة" وهى رسالة قوية تنم عن عزمه تطبيق منهج الحاكم العادل فى كافة قراراته وخطواته التى يعتزم اتخاذها بعد توليه منصب الرئاسة. "يا ريت نكون عملنا عمل يرضى ربنا "..هذه الجملة هى الأخرى كان يرددها الرئيس باستمرار فى معظم لقاءاته لتوصيل رسالة واضحة بأنه يراعى الله فى كل خطواته وقراراته، كما تعكس عمق الشخصية الدينية المحافظة. ولم يجد المشير طوال الوقت غضاضة أو ملل فى تكرار توضيح الأحداث التى وقعت فى 30 يونيو 2013 وما تبعها من إجراءات حتى تصل الرسالة بشكل مباشر للجميع وحتى يعى الحاضرون الأسباب الحقيقية للخطوات التى اتخذها خلال هذه الفترة. كما لم يشعر المشير السيسى بالكلل أو الملل فى إيصال رسالة واضحة فى كل لقاء هى مطالبة الجميع بتحمل مسئولياتهم والمشاركة الفعالة فى بناء الوطن ومواجهة التحديات بكل إخلاص وجهد لإعادة بناء مصر. لغة الجسد لا يمكن تجاهل لغة الجسد من حركة اليد ونظرات الوجه التى تمثل جزءا من فهم شخصية السيسي، فقد كان يعمد دائما إلى التواصل بعينيه مع الحاضرين، وهو ما يشكل سمة مميزة لاستحضار أذهان الحاضرين للاستماع بشكل مستمر لكلماته. ومن أهم ملامح لغة الوجه لدى الرئيس السيسى هى شعوره بالتواضع حين يعبر له أحد عن حبه له أو الإشادة به، فكان دائما ينظر إلى الأسفل ويحاول أن يتجنب النظر إلى هذا الشخص وهو ما ينم عن تقديره لهذا الحب وتفكيره فى ترجمة هذا الكم من المشاعر إلى خطوات حقيقية على أرض الواقع تضاهى آمال وتوقعات المصريين.