ومازالت صفحة المحافظات تواصل استعراضها المطالب والأحلام القديمة التى لم تبرح قط اذهان البسطاء والمهمشين فى جميع الاقاليم ، فمنذ أن اغلقت اللجان الانتخابية ابوابها ، واعلان الصناديق عن اصواتها، بدأت هذه المطالب القديمة لسكان هذه المحافظات تطل برأسها. فهى كثيرا ما داعبت خيالهم واحلامهم وكأنهم ينتظرون اليوم الذى يأتى فيه الفارس ليحققها لهم.. ومع صدى اصواتهم الذى علا داخل الصناديق وسمعها العالم كله .. ومع اعلان النتيجة وحفل تنصيب الرئيس .. طرحنا ذلك السؤال التقليدى والذى طالما تصدعت به رءوس هؤلاء البسطاء فى جميع اقاليم مصر :ماذا تريدون من الرئيس وبماذا تحلمون ؟ .. مراسلونا فى مختلف محافظات مصر من شمالها الى جنوبها ، شرقها وغربها حدودها وعمقها راحوا يرسمون لنا بدقة اهم الملامح والامنيات التى تحلم بها كل محافظة ، ليتم وضعها على مكتب الرئيس الذى سيبدأ رحلة تكليفه بإعادة مصر التى فى خاطرنا جميعا من اليوم ..نحن نحاول ان نقترب من احلام باقى المحافظات بعدما عرضنا اكثر من مطالب 10 منها لعل وعسى نفلح فى أن نجعل ملامح الصورة اكثر تحديدا ووضوحا. نائب رئيس وزراء لتنمية الصعيد بالمنيا ..والهضبة ومصانع للبنجر وتجفيف البصل أولويات أسيوط ونذهب الى كفر الشيخ التى تطالب بإنشاء مركزى الأورام والكلى المخصصة لهما مساحات من الأراضى الفضاء منذ فترة طويلة بدلا من سفر أبناء المحافظة الى طنطا والقاهرة والإسكندرية والمنصورة للحصول على العلاج المناسب مما يسبب معاناة شديدة لهم ، ايضا إقامة ميناء جديد للصيد بقرية برج مغيزل لخدمة أكثر من 1500 مركب وكذلك إنهاء الخلاف بين المحافظة وهيئة الأوقاف على الأراضى الواقعة فى شمال المحافظة ، والاهم هو القضاء على تلوث مصرف كتشنر بطول 80 كيلو مترا والذى يعد أخطر مصادر التلوث فى محافظة كفرالشيخ لأنه ينقل سموم مصانع المحلة الكبرى والصرف الصناعى الى محافظة كفرالشيخ خاصة أنه يعد المصدر الرئيسى لمياه الرى لعدد من المراكز بمحافظة كفرالشيخ منها بيلا والحامول وبلطيم وجزء من مركز الرياض ويصب فى نهايته فى بحيرة البرلس فى شمال المحافظة مما يؤدى الى تلوث الأسماك والزراعات وإصابة أبناء المحافظة بالأورام والفشل الكلوى وفيروس سى وغيرها من الأمراض الخطيرة . أما دمياط فهى تنتظر استغلال خصوصيتها وحرفيتها ومواهب اهلها لتحقيق طفرة اقتصادية واستثمارية ، ومن اهمها صناعة الأثاث التى يعمل بها أكثر من 80% من أبناء المحافظة وبها استثمارات ضخمة ، فحلم إنشاء مناطق متخصصة لصناعة الأثاث وتطوير الورش ومنحها قروضا مخفضة وإيجاد حلول لمشكلة الارتفاع المستمر للمواد الخام مع ضرورة إنشاء مدينة للحرفيين وإقامة معارض داخل وخارج الجمهورية هو حلم كل دمياطى ، تماما مثل الحلم بأن تعود صناعتا الألبان والأحذية إلى مجدهما الضائع ،كما ان حل مشكلة تقنين وتحديد ملكية المزارع السمكية ببحيرة المنزلة والتي يصل عددها إلى 2000 مزرعة سمكية وتعول أكثر من 20 ألف أسرة وتأمينها من سطوة البلطجية والخارجين علي القانون يعد من أهم المطالب، فيما كانت لأهالى البحيرة مطالب واستحقاقات عديدة يتطلعون اليها ، أهمها عودة القطاع العام لعصره الذهبى وتشغيل المصانع والشركات المغلقة من خلال اتخاذ الرئيس الجديد قرارات حاسمة لانقاذ قلعة كفر الدوار الصناعية للغزل والنسيج والشركات التابعة لها بالمحمودية وكوم حمادة ، بينما جاءت مشكلة المدارس المنهارة لاسيما أن هناك العديد من مدارس النوبارية فى حاجة ماسة الى الإحلال والتجديد فى المرتبة الثانية من المطالب ، واما وضع مدينة رشيد على الخريطة السياحية وتذليل كل العراقيل التى تواجه التنمية السياحية بها لما تمتلكه من مقومات سياحية ساحرة فهو حلم قديم لايزال يرواد أهلها . وفى استطلاع رأى اجرته »الأهرام« لتحديد الاولويات والاحتياجات التى يتنظرها المواطن المنياوى من الرئيس للنهوض بالمحافظة التى عانت كثيراً من الاهمال مما أدى الى وقوعها فى دائرة المحافظات الاكثر فقراً وظهور التيارات المتطرفة وعدد من القيادات التى تنتمى لهذه التيارات ، جاء الملف الامنى يتصدر مقدمة هذه الاولويات وازدواج الطرق لما تشهده طرق المنيا من حوادث متكررة وبنسبة مرتفعة استحقت بها لقب طرق للآخره ، ويبقى انشاء مناطق صناعية جديدة وضرورة تعيين نائب رئيس وزراء للاهتمام بشئون الصعيد ايضا من أهم المطالب . ولايزال حلم الشباب الاسيوطى بالفرصة للاستثمار في استصلاح 100 ألف فدان من الأراضي الصحراوية القابلة للاستصلاح قائما حيث يوجد 45 ألف فدان بمنطقة غرب منفلوط، ، وهذا لن يتم الا بالقضاء على البلطجة المسيطرة على تلك الأراضي والتى تقف حائلا أمام الاستثمارات الجادة، كما يطالبون بتنفيذ مشروع الهضبة الغربية لحل أزمة السكن الطاحنة والتى وصل سعر الشقة فيها إلى مليون جنيه وهى افقر محافظة فى مصر ,مع العمل على إقامة مصانع للرمان و البنجر، وتجفيف البصل وهى الزراعات التى تشتهر بها المحافظة ولعل اقامة اكبر مجمع صناعى قائم على المخلفات بصعيد مصر بهدف تحويل القمامة من مشكلة إلى ثروة ومورد إضافى للعائد القومى وتشجيع القطاع الخاص للعمل يكون فرصة حقيقية للتصنيع وتشغيل الشباب.