سلطت الصحف البريطانية أمس، الضوء على فشل حكومة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء فى مواجهة شبح التطرف الإسلامى بالمدارس البريطانية والمعروف باسم مؤامرة »حصان طروادة»، خاصة بعد واقعة تبادل الاتهامات بين تيريزا ماى وزيرة الداخلية ومايكل جوف وزير التعليم بشأن التقصير فى معالجة هذه القضية . وكانت وزيرة الداخلية البريطانية قد نشرت رسالة على موقع وزارة الداخلية الخميس الماضى موجهة إلى وزير التعليم تتساءل فيها عن سبب «تقصير الوزارة فى التحقيق فى تسرب أفكار إسلاميين متطرفين إلى المدارس»، مطالبة بالرد على الادعاءات بأن وزارته كانت على علم بمزاعم التطرف منذ عام 2010، وكذلك فى مجلس مدينة برمنجهام قبل ذلك بعامين. ورداً على رسالة ماي، اتهم الوزير مايكل جوف وزارة الداخلية بالتركيز على المظاهر العنيفة فقط للأفكار المتطرفة. يأتى ذلك فى وقت اتهم فيه حزب العمال البريطاني، وزير التعليم ب»الإهمال الجسيم»، فى تعامله مع مؤامرة »حصان طروادة» فى مدارس برمنجهام، بعدما كشف تيم بويز ، مدير مدرسة كوينز بريدج فى المدينة، أنه أثار هذه المخاوف بشأن سيطرة المتشددين على إحدى المدارس فى برمنجهام مع وزارة التعليم عام2010. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة »ديلى تليجراف »البريطانية، أن تعامل حكومةكاميرون مع التطرف الإسلامى كظاهرة عنف هو تسطيح للظاهرة، لكن المشكلة هى فى الأفكار التى تجعل شبابا يعتقدون أن بريطانيا تتآمر على المسلمين، وهى ما تجعلهم يكرهون اليهود ويهمشون دور النساء فى الحياة العامة، والتى تساعد على تقبلهم العنف. واستشهدت الصحيفة على بعض الأمثلة التى تعكس سلوك الإسلاميين المتطرفين، من اختطاف جماعة بوكو حرام 200 فتاة نيجيرية إلى الحكم بالإعدام على امرأة سودانية بتهمة الردة إلى ما يجرى فى سوريا، إلا أنه أكد أنه يختلف مع من يعتقدون أن الإسلام دين عنف، مشيراً إلى أن أتباع العنف يستطيعون استخلاص أفكار تدعم توجهاتهم العنيفة من أى دين كان. وأضاف التقرير أن الحكومات الغربية تعتقد أن إحدى أنجح الطرق لمواجهة المتطرفين الإسلاميين هى إنجاز شراكة مع قوى إسلامية معتدلة . وفى تطور آخر، كشفت صحيفة »ديلى ميل» البريطانية نقلاً عن مفتشين فى الهيئة المعنية بتقييم المعايير التعليمية فى المدارس البريطانية «أوفستيد» أن مديرى مدرسة »سالتلى» أنفقوا مبالغ هائلة للتجسس الكترونياً على الموظفين. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس فى المدرسة اشتكوا من التعامل غير المتكافيء بسبب معتقداتهم أو ديانتهم، وهو ما يأتى فى إطار التحقيق بشأن 21 مدرسة فى برمنجهام بعد مزاعم بوجود خطة لسيطرة الإسلاميين على عدد من المدارس. وعلى الرغم من وجود خطط لنشر نتائج جميع التحقيقات دفعة واحدة، إلا أن تقارير متكررة استبقت ذلك وأشارت إلى أن أربع أو خمس مدارس كانت دون المستوى.