مع بدء زيارة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت أمس زيارته الرسمية لطهران تلبية لدعوة من الرئيس الإيرانى الدكتور حسن روحانى تدخل العلاقات الخليجية العربية مرحلة جديدة قد تفضى إلى تطور نوعى يمكن أن يسهم فى تكريس وتفعيل الاستقرار الأقليمى والذى يعانى منذ سنوات من تعقيدات وارتباكات وتوترات نتيجة عدم التوافق فى الرؤي السياسية تجاه قضايا عدة فى المنطقة فضلا شروخ واضحة على الصعيد المذهبى فرضتها تطورات الأوضاع الداخلية فى كل من العراق أولا ثم سوريا ثانيا وتكمن الدلالات المهمة لهذه الزيارة فى عدد من المعطيات الرئيسية أولها أنها الأولى للشيخ صباح منذ توليه مقاليد الأمور فى الكويت وهى تؤشر الى تحسن واضح وكبير فى العلاقات بين الطرفين والتى شهدت خلال الفترة المنصرمة بعضا من التوتر المكتوم إثرإكتشاف السلطات الكويتية شبكات تجسس تعمل بالداخل لصالح إيران فضلا عن خلافات تتعلق بالجرف القارى خاصة فيما يتعلق بحقول نفطية تمت تسويتها أو هى فى طريقها للتسوية الكاملة عبر انتهاج الدبلوماسية الهادئة ولاشك أن نتائج هذه الزيارة ستصب فى تحقيق المزيد من التقارب بين الطرفين الكويتىوالإيرانى على نحو يمهد لبلورة شراكة اقتصادية واستثمارية تحقق تكاملا فى هذه المجالات خاصة أن مقوماته متوافرة ومتاحة لدى الطرفين ثانيا : تأتى هذه الزيارة بعد أيام قصيرة من دعوة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل لنظيره الإيرانى محمد ظريف لزيارة الرياض وقبول الأخير للدعوة والمؤكد أن الشيخ صباح خلال زيارته لطهران سيحث القيادات الإيرانية التى سيلتقيها على إبداء مرونة فى التعاطى مع القضايا الإقليمية التى تشكل محور تباين وخلاف فى بعض المراحل مع السعودية وفى مقدمتها الأمن الأقليمى فى منطقة الخليج والوضع فى البحرين والأزمة السورية الى جانب التطورات فى العراق والتى لاتبدى القيادة السعودية ارتياحا لها خاصة فى ضوء الاتهامات المتكررة التى يوجهها رئيس الوزراء نور المالكى للرياض وبالذات على صعيد تأييد ما يصفه بالإرهاب فى بلاده وثمة تفاؤل لدى المراقبين فى المنطقة بأن تفضى زيارة أمير الكويت الى التوافق مع القيادة الإيرانية لضمان أمن المنطقة وترتيب البيت الإقليمي على نحو يسهم في حلحلة الملفات التى تشكل بالفعل بؤرتوتر ومن المأمول فى ضوء زيارة الشيخ صباح أن تسعى إيران خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى التقليل من المخاوف السعودية حيالها على نحو سيتجلى فى الزيارة المرتقبة لوزير خارجيتها الى الرياض استجابة لدعوة الفيصل والتى ستتلوها وفق توقعات مراقبين فى المنطقة زيارة للرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يحتفظ بعلاقات طيبة مع القادة السعوديين، تمهيدا لزيارة الرئيس الحالي حسن روحاني مطلع العام المقبل. وفى هذا السياق يلفت الدكتور علي نوري زادة - رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية في لندن الي أن السياسة الخارجية في عهد الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ستسعى إلى تبديد شكوك الدول الخليجية في النوايا الإيرانية مدللا فى هذا الصدد بأن طهران قدمت تنازلات كبرى في مباحثات جنيف حول برنامجها النووى وهي تريد الاستفادة من ذلك إقليميا خاصة أن القيادة الإيرانية بمستوياتها المتعددة تدرك مدى حجم نفوذ الرياض داخل منطقة الخليج وفي المحافل والمنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. ومن شأن تحسن العلاقات بين البلدين ان يؤدي الى وفاق جديد محتمل بين البلدين. ثالثا : قد تدفع الزيارة الى حلحلة بعض المواقف الإيرانية التى ما زالت تشكل معوقا فى سبيل إبرام الاتفاق النهائى حول ملف طهران النووى مع مجموعة( 5 زائد 1 ) المكونة من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة الى ألمانيا والذى بات واضحا أن الاستقرار الأقليمى فى منطقة الخليج لن يتحقق الا بعد إنجازه بشكل يحقق مصالح كل الأطراف بما فى ذلك مصلحة إيران فى امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية ومصلحة دول مجلس التعاون فى تجنب امتلاك أى طرف لأسلحة دمار شامل فضلا عن المخاطر البيئية المباشرة للمفاعلات النووية وبالذات مفاعل بوشهر الذى لايبعد القريب للغاية من شواطئ دول المجلس على الخليج رابعا : هناك توافق على القراءة الإيجابية لنتائج زيارة أمير الكويت الى طهران بين الطرفين فحسب رؤية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فإن زيارة الشيخ صباح لطهران تمثل منعطفا وبداية لفصل جديد من العلاقات الثنائية بين البلدين وتبشر بفتح صفحة جديدة في العلاقات الكويتيةالإيرانية وذلك على هامش اللقاء الذى جمعه مع الشيخ صباح الخالد الصباح النائب الأول لرئيس وزراء ووزير الخارجية الكويتى بالجزائر الأسبوع الماضى خلال مشاركتهما فى الاجتماع الوزراي ال 17 لحركة عدم الانحياز ولفت فيه إلى التحديات التي تواجه دول المنطقة ولاسيما استشراء ظاهرة العنف والتطرف معربا عن ثقته بأن »حكمة ورشد قادة ومسؤولي دول المنطقة والعمل على ايجاد التعاون الجماعي والانسجام الفكري فيما بينهما ستفضى الى تبديد تلك التحديات والإسهام في إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة ,كما عبر ظريف عن قناعته بعدم وجود مبرر للخلافات والمعوقات التي تحول دون تطور العلاقات الجيدة والاخوية بين دول الجوار الاسلامية في المنطقة. وبدوره شدد الصباح على اهتمام بلاده بتطوير ورفع مستوى العلاقات مع ايران معتبرا أن لها »مكانة إقليمية ودور بناء في معالجة القضايا«، مؤكدا أن الكويت تعتبر تطوير العلاقات مع ايران »لا يصب في مصلحة البلدين فحسب ،بل إنها يصب في مصلحة جميع الدول الاقليمية وحسب رؤية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فإن زيارة الشيخ صباح لطهران تمثل منعطفا وبداية لفصل جديد من العلاقات الثنائية بين البلدين وتبشر بفتح صفحة جديدة في العلاقات الكويتيةالإيرانية وذلك على هامش اللقاء الذى جمعه مع الشيخ صباح الخالد الصباح النائب الأول لرئيس وزراء ووزير الخارجية الكويتى بالجزائر الأسبوع المنصرم خلال مشاركتهما فى الاجتماع الوزراي ال 17 لحركة عدم الانحياز ولفت فيه إلى التحديات التي تواجه دول المنطقة ولاسيما استشراء ظاهرة العنف والتطرف معربا عن ثقته بأن »حكمة ورشد قادة ومسؤولي دول المنطقة والعمل على إيجاد التعاون الجماعي والانسجام الفكري فيما بينهما ستفضى الى تبديد تلك التحديات والإسهام في إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة ,كما عبر ظريف عن قناعته بعدم وجود مبرر للخلافات والمعوقات التي تحول دون تطور العلاقات الجيدة والأخوية بين دول الجوار الاسلامية في المنطقة. وبدوره شدد الصباح على اهتمام بلاده بتطوير ورفع مستوى العلاقات مع إيران معتبرا أن لها »مكانة إقليمية ودور بناء في معالجة القضايا«، مؤكدا أن الكويت تعتبر تطوير العلاقات مع طهران »لا يصب في مصلحة البلدين فحسب ،بل إنه يصب في مصلحة جميع الدول الاقليمية«