هذا الشعار ليس من عندياتى .. وإنما الذى صكه واستخدمه وآمن به الرئيس الأمريكى الاسبق بيل كلينتون مع بعض التحريف .. فأصل الشعار هو .. أنه الاقتصاد يا غبي. وإذا كنا قد قمنا ببعض التعديل فلأن القاعدة الذهبية التى علمتنا إياها العلاقات الدولية هى .. أنه لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة .. وإنما المصالح وحدها هى الدائمة .. وهذا يعنى أنه لا تحدثنى عن قيم أو مباديء .. وانما لك أن تحدثنى ما شئت عن المصالح. فأمريكا اصابتنا بالصداع عن القيم والديمقراطية وحقوق الانسان .. لكن فى الممارسات الفعلية نجدها ترجح كفة المصلحة .. وعندما منعت عن مصر المعونة الأمريكية رغم أنه منصوص عليها فى معاهدة كامب ديفيد فإن مصلحتها .. كما صورت ذلك لنفسها .. تقضى بترجيح كفة قطع المعونة. العجيب والغريب أن الغرب يحلل لنفسه ما يراه حراما بالنسبة للآخرين . .. فالشعب المصرى مثلا من حقه أن يقرر مصيره ويختار رئيسه القادم بمحض ارادته وعبر صناديق الاقتراع كما تقضى بذلك معايير الديمقراطية التى وضعها اليونانيون الأقدمون. لكن أمريكا ترى العكس تماما .. فتقف وراء كل من يقول «لا» ..فمركز كارتر الشهير لا يخدم العدالة ولا الديمقراطية .. وإنما اعتمد فى تقريره الأخير على أقوال مرسلة ومغرضة لأناس من تيار لا يمت للصالح العام المصرى بصلة .. وقِس على ذلك فى لجان كثيرة مثل لجنة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبى ولجنة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقى ناهيك عن المنظمة الأممية العالمية وأمينها العام الذى غاب لأنه يأتمر بأمر أمريكا ويعمل لحسابها! مصر سوف تبدأ استحقاقها الرئاسى بعد غد حسبما تقضى بذلك خريطة المستقبل .. وهى تمد يدها لكل من يريد أن يقف فى هذه الانتخابات عبر لجان مراقبة دولية .. وهى لا تتحرك من عشوائيات وانما من خريطة مستقبل وافق عليها الشعب المصرى بحيادية ونزاهة وموضوعية منقطعة النظير .. لكن الغرب له رأى آخر .. والعجيب أن أوروبا التى كنا نظن أنها ستحل محل الاتحاد السوفيتى السابق دخلت إلى بيت الطاعة الأمريكى . نعرف يقينا أن الغرب يبحث عن مصالحه .. لكن العيب كل العيب أن يحرمنا فى مصر مثلا من أن نبحث عن مصالحنا أيضا. وأقول الحق سوف يخرج العدد الأكبر من شعب مصر ليكون يوم انتخاب الرئيس يوما مشهودا .. ليقول كلمته .. »نعم أو لا« .. لا يهم بقدر ما المهم أن يعبر عن رأيه السياسى فى حرية تامة. وأكاد أقول إنه شاق على الغرب أن يجد هذا العرس الديمقراطى يتم فى مصر .. دون توترات واضطرابات من قِبل جماعات متشددة لا تريد تقدما ولا رخاء فى مصر .. صحيح أن الغرب لا يظهر ذلك، لكن مساعداته المالية واللوجيستية لهذه الفصائل الشاذة ليست فى حاجة إلى توضيح. ولن ينسى أن الارهابى المصرى عمر عبدالرحمن لم يلق حفاوة إلا فى أمريكا .. كما لم تجد الجماعات المتطرفة موئلا لها إلا فى باريس ولندن وبعض العواصم الأوروبية .. وإلا باللَّه عليكم كيف انتشر أنصار رابعة فى معهد العالم العربى بباريس وأفسدوا ندوة الأديب علاء الأسواني. ليس خافيا أن الغرب يريد لبلادنا أن تتمزق كدول أخرى مجاورة .. فلا أمن هنا ولا أمان هناك .. وحوَّل دولا أخرى إلى ترسانات عسكرية .. وافتعل بعد أن موَّل وساند أزمة سد النهضة. باختصار لقد عمل الغرب على وضع العراقيل فى طريق الديمقراطية التى تعتزم مصر السير فيها .. وتحويل مصر إلى ثكنة ارهابية. وهنا يتساءل البعض : كيف تقبل إسرائيل أن يكون على حدودها جماعات ارهابية هذه فى مصر وفى سوريا وفى فلسطين؟! الإجابة: هى أن إسرائيل هى الجانب الآخر لأمريكا .. الثانى أنها تفاخر العالمين بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى مستنقع الاستبداد العربى .. الشيء الثالث أنها تحلم أن تقول عن نفسها دولة يهودية .. وهذا لن يتحقق إلا إذا كان الاسلاميون حولها من كل جانب .. ثم رابعا لأنها ستوجد المبرر لكى تطلب من الغرب مزيدا من السلاح فتتحول إلى ثكنة عسكرية كلاسيكية ونووية .. والأهم أن الغرب سيقوم بترحيل المتشددين ليعيشوا فى دولتهم الاسلامية سواء فى مصر أو سوريا أو اليمن بعد تقسيمها. أيَّا كان الأمر .. لابد أن نخرج بالإجماع لنشارك فى الانتخابات الرئاسية لأن ذلك أبلغ رسالة للغرب مؤادها أننا نعتز بالوطن مصر .. فالشعب العظيم الذى قام بالثورة العظيمة فى 03 يونيو لهو قادر على فعل المعجزات وأولها أن الشعب المصرى أصبح فعلا لا قولا .. مصدر السلطات، وأنه يملك حق تقرير مصيره .. والبداية هى الانتخابات الرئاسية التى سيخرج فيها ليقول كلمته. لمزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي