أكتب اليكم عن الفرق بين مجلس الأمن القومى ومجلس الدفاع الوطنى حيث يخلط الكثيرون بينهما. وأوجز هذا الفرق فيما يلي: مجلس الأمن القومى هو مجلس استشارى دائم يتبع رئيس الجمهورية حيث يتلقى صور تقرير أجهزة الأمن والمخابرات الداخلية والخارجية ووزارتى الداخلية والخارجية وهيئة الاستعلامات والصحافة المسجلة والاجنبية وكل مصادر المعلومات، وكذلك تقارير من أجهزة المخابرات الصديقة والحليفة إذ يوجد أحيانا اتفاقات تعاون مع بعض هذه الأجهزة فيما يتعلق بالمعلومات والخدمات والمساعدات!! ويقوم هذا المجلس بفحصها وتحليلها ومقارنتها ببعض وكذلك مراجعة هذه المصادر لاستكمال أو توضيح بعض الغموض أو اصلاح أخطاء لمحاولة الوصول إلى أقصى درجة من المصداقية لأن الحقيقة المجردة لايملكها البشر!! وكل صناعة بشرية معرضة للصواب والخطأ والدوافع الشخصية والتزوير والفبركة والمعلومات المدسوسة من العدو!. ويقدم هذا المجلس تقريرا مجمعا مختصرا لرئيس الدولة كل يوم مشفوعا بعدة اقتراحات بقرارات لكى يختار منها الرئيس مايراه صالحا ومناسبا من منطلق رؤيته الواسعة واتصالاته بحكم منصبه.. وبهذه المناسبة فإن الرئيس الأمريكي يجتمع مع مجلس الأمن القومى صباح كل يوم لكى يتلقى آخر المعلومات والتحليلات والقرارات ويضم المجلس أفرادا على أعلى مستوى من الخبرة الامنية والكفاءة فى تخصصات عسكرية ومخابراتية وأمن داخلى واقتصادى وثقافى واعلامى وتعليمي.. الخ لأن الأمن القومى هو منظومة واسعة شاملة.. ويرأس هذا المجلس شخصية على مستوى عال من الخبرة الأمنية والعسكرية والعلم والنزاهة ويطلق عليه فى بعض الدول «مستشار الرئيس للأمن القومي». وقد تم إنشاء مجلس أمن قومى فى مصر خلال حقبة حرب اكتوبر المجيدة وكان يرأسه اللواء محمد حافظ اسماعيل كمستشار للرئيس السادات للأمن القومي.. وكان يباشر عمله من واقع خبراته السابقة فى القوات المسلحة وكسفير بالخارجية وبعد ذلك رئيسا للمخابرات العامة، وكان هناك أمل فى تدعيم وتطوير هذا المجلس، ولكن عندما وجد أن الرئيس السادات بدأ يتجاهل نصائحه فى الايام الاخيرة من حرب اكتوبر قدم استقالته ولم يعين السادات بدلا منه، وتفكك هذا المجلس ولم يعد قائما وحدث فراغ أمنى كبير. مجلس الدفاع الوطنى هو مجلس تنفيذى على مستوى عال يرأسه السيد رئيس الجمهورية وعضوية رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع ورئيس الاركان ووزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الإعلام ورؤساء المخابرات العامة والأمن الوطنى والرقابة الادارية وهيئة الاستعلامات ومستشار الرئيس للامن القومى وأى شخصيات أخرى يتعلق عملها بالموضوعات المطروحة.. وهذا المجلس ينعقد عند اللزوم فقط عندما تتعرض البلاد لاخطار داخلية أو خارجية. وهكذا يتضح أن هناك فرقا كبيرا بين المجلسين من حيث نوعية الأعضاء والواجبات والاهداف. سمير محمد غانم مدير عام بالمخابرات العامة بالمعاش