بعد 6 أيام فقط يسطر المصريين تاريخاً يتحاكي به الأجيال، وتتداوله عقول العالم بالتحليل، وتتناوله القلوب بالانبهار من أقدم دولة في التاريخ ، دائما تعطي دروس الحضارة وتنشئ الأصول في المعارف ، نعم هي ليست انتخابات لاختيار رئيس جمهورية مصر أم الدنيا وقلبها النابض ومركز اشعاعها بلا فخر ، بل برهانا يغير القوانين والدساتير العالمية أن الصندوق الانتخابي ليس فقط معبر عن إرادة الشعوب وانحياز الجيش لشعبه ضد الحاكم ليس انقلاباً. وحشود الناخبين الكثيف يحسم إشكالية يروجها فقط ذيول نظامين فاسد وفاشي رأسهما وراء القضبان، ودليلا لانطلاقة تأخرت لوطن يستحق أن يبقي ويكون عظيماً. أثمن حملة " شارك.. وأنتخب " الداعية لمشاركة الشباب بقوة فى الانتخابات الرئاسية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين التى تعتبر قبل أن تكون واجبا وطنيا هى رسالة للعالم أجمع أن مصر قوية بشعبها وخاصة شبابها مستقبلها المشرق ، وخاصة بعد الصورة المبهرة من مشاركة المصريين بالخارج والتي أنعكست بالإيجاب في عيون العالم المنشغل بما يدور في مصر، وبلا مبالغة ربما ستشكل الخريطة المستقبلية ليست في المنطقة فقط بل في أرجاء المعمورة سياسيا واقتصاديا وقوي عسكرية وقد تتخطي تحديد ريادة العالم مستقبلاً.
أعلم جيداً حجم الإحباط المتنامي عند البعض وخاصة الشباب وتصارع أفكارهم بالعزوف عن المشاركة اعتقادًا منهم أن الثورة قد سُرقت منهم ولم يجنوا ثمارها حتى الآن، ومن يعلن مشاركته وينوي المقاطعة ومن يروج الحسم ليصيب المشاركة ، و من يتحير الاختيار وينوي المقاطعة ، والأخطر منهم حاسم الاختيار ويتكاسل المشاركة ، ومن يشارك ولا يعني التصويت لهذا أو ذاك، وأقول لهؤلاء مصر في مفترق طرق يترقبها الأعداء قبل الأحباب ، وواجب المشاركة أيا كان الرأي هو الأصوب وإلاجدي فأما عدم تغليب خصمك السياسي بطرق مشروعة أو غيرمشروعة، وتعبيرا إيجابيا بمشاركة تسهم بحسن الاختيار في بناء وطن وانطلاق مجتمع وتحقيق مطالب ثورتين لم يصلا بعد لكابينة السلطة ، أو مشاركة سلبية كقيمة سياسية لأن نسب الأصوات الباطلة تعطي رسالة احتجاج قوية للرئيس القادم بينما الانسحاب والمقاطعة تمنحه فراغا يسهل مهمته، ولكن الاستجابة لرسائل الاستسلام المسمومة بأنها محسومة النتيجة أو التكاسل بدواعي الانشغال الوهمي وضيق زحام الطوابير، أو بحملات مأجورة بالمقاطعة عن المشاركة في الانتخابات لعدم الشرعية تحديا لإرادة جموع المصرييين وتسريب العجز والإحباط لتحقيق خارطة طريق مستقبل رسمه الشعب لغلق فترة انتقالية بائسة قسمت وخونت وظلمت واستباحت دماء وأحلام ومطالب مشروعة لثورتين عظيمتين أبهروا بهما العالم أجمع. إن العرس الديمقراطي لن يكتمل إلا بمشاركة الشباب أمل مصر وقلبها النابض ومستقبلها المشرق ، والقادرون علي إنجاح ثورتهم وسواعد البناء لتحقيق برنامج الرئيس المنتظر في بناء الوطن ، ويظهر ذلك جاليا في وعود كلا المرشحين السيسي وصباحي بتمكين الشباب بعد فوزهما باحترامهما من الأول تقديراً لدورهم في الثورتين والاستعانة بهم فى قصر الرئاسة والوزارات والمحافظات، وعلى الجانب الآخر بادر صباحي بمغازلة الشباب حيث أن 80٪ من حملته شباب ، وناشد المقطعون بتغيير رأيهم لإيصال الثورة إلى الحكم وبأنها غير محسومة .. نعم شباب مصر علي وعي تام بحتمية عبور مصر من عنق الزجاجة وهم أبطال العبور في الحروب ولن يتخلوا أن يكونوا أبطال بناء الوطن. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ