ألقاب مملكة فى غيرموضعها:. كالهريحكى انتفاخا صولة الأسد. خلال زيارته للقاهرة فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى عقد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم دولة الإمارات الراحل مؤتمرا صحفيا مع كوكبة من المفكرين المصريين برزت خلاله المسألة القطرية, وطرح الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة سؤالا على الشيخ زايد حول كيفية التعامل مع السياسات التخريبية لدولة قطر والتى بدأت إرهاصاتها بالظهور عقب انقلاب حمد بن خليفة وحمد بن جاسم على حاكم قطرالشيخ خليفة آنذاك, وبهدوء شديد وابتسامة بسيطة قال الشيخ زايد إن مصر بقامتها الكبيرة ومكانتها التاريخية وشعبها العريق أكبر من أن تقف أمام دولة بحجم سكان فندق, قاصدا قطر بالتأكيد. كان الشيخ زايد رحمه الله يرى دوما أن مصر بشعبها وقدراتها ومدنها وأراضيها وشوارعها وممتلكاتها هى أغنى دولة عربية, وفى ذروة أزمة مصر مع الدول العربية بعد اتفاقية كامب دافيد ظل الشيخ زايد على إيمانه بمصر ومكانتها فى أمتها العربية ولم تصدرعنه إساءة واحدة فى حق مصر الدولة والقيادة والشعب بل ظل المصريون ينعمون- وحتى يومنا هذا- بأفضل معاملة يمكن أن يجدوها خارج بلادهم, ومن هذه الحقائق جاء موقف الشيخ زايد المؤيد لمصر فى مواجهة التحركات القطرية,وهوموقف جلب عليه الكثيرمن المشاكل فانبرى القطرى حمد بن جاسم متهما الصحفيين المصريين بأنهم«سحرة فرعون«الذين جروا الشيخ زايد إلى هذا الموقف! ولكن الحقائق التاريخية تؤكد أن الإمارات فى تلك الفترة كانت أيضا تعيش أزمة مع قطر بسبب سياساتها التخريبية, ولو أمهل القدر الشيخ زايد مزيدا من الوقت لأدرك أن الفندق الذى تحدث عنه قد أصيب بعقدة نقص حادة تحولت إلى شكل من أشكال جنون العظمة على غرار ماحدث مع العقيد القذافي, فكثرت المؤامرات انطلاقا من الدوحة بالاتفاق مع قوى أجنبية حتى تجاه أقرب الأشقاء الخليجيين والعرب وكشفت التسريبات الأخيرة عن جانب خطير منها, ولاشك فى أن القادة الخليجيين يدركون جيدا حجم المؤامرات التخريبية من جانب قطر، وبالتالى لامجال للحديث عن اتفاق للتهدئة، خاصة بعدما تحول الفندق إلى وكر للإرهابيين والمجرمين بزعامة القرضاوى مفتى الدم والقتل والخراب, المطلوب فقط إجبار قطر على الإذعان لأنها بالفعل أصبحت كالقط الشارد يحاول محاكاة صولة الأسد. لمزيد من مقالات عماد عريان