مع نهاية القرن الماضي وبداية ألفية جديدة ظهرت أدبيات ونماذج طرحها العديد من العلماء من بينهم شيبروك schaubroeck استاذ علم النفس بجامعة ميتشيجان حيث حدد شكلين للحالة الكاريزمية أحدهما أن يكون القائد كاريزميا اجتماعيا إيجابيا يحكم رعاياه ويعمل على تعزيز دورهم ، والاخر كاريزميا أنانيا سلبيا يحكم بأسلوب شمولي ويلجأ للثواب والعقاب لتحفيز رعاياه والفارق بين الشكلين أخلاقي في الأساس . القيادة الإستراتيجية تعبيراً عما انتهت إليه تجارب الماضي الأولى المشاركة وهي افضل صيغ ممارسات القيادة ، حيث تمارس الإدارة العليا مهامها ، من خلال رؤية ورسالة محددة للأنظمة وتسعى لتحقيق أهدافها بكل حسم والثانية التحويلية وهي محفزة فكريا تدعو المرؤوسين إلى تجاوز مصالحهم من أجل رؤية المنظمة الأكثر اتساعا التحلل من كل ما هو تقليدي والإصرار علي تشكيل المستقبل من خلال ابتكار طرق جديدة أكثر فاعلية على الإنجاز، الثالثة التنفيذية وهي الأكثر ميدانية، حيث يتواجد القائد مع مرؤوسيه وإرشادهم ، ترجع اهمية والقيادة الإستراتيجية انها مصدر الإبداع (ناصر والسادات) أو الجمود (مبارك ومرسي) وهذا يتوقف إلى حد كبير على ما يملكه من رؤية مستقبلية في ضوء الدوافع الداخلية، ومن هذا المنطلق تحرص القيادة على استقطاب الكفاءات الإدارية المبدعة وتنمية قدراتهم ومهاراتهم لمواجهة المشكلات وتحديات المستقبل ، ويضيف تشارلزهيل أن للقيادة الإستراتيجية أهمية خاصة في رسم ملامح الثقافة التنظيمية في الدولة ، حيث تسهم في تحديث الهيكل التنظيمي وتفويض السلطات وتمسكه بقيم يعتمدها داخل المؤسسة . والقادة الإستراتيجيون هم المسئولون عن تحقيق التوازن الإستراتيجي للتطلعات والحاجات المتقاطعة، حدد هاوس وهويل سبع وظائف للقادة الاستراتيجيين هي: رؤية استراتيجية واضحة ، تحديد أهداف المنظمة أو مسئولياتها بكل دقة ، والقدرة على إمتلاك مناهج التفكير الإستراتيجي، والإشراف على الوظائف التنفيذية والعمل بكل جهد لرفع الروح المعنوية في اصعب الظروف مع كسب المؤيدين والاستعداد للتعلم وتعليم الاخرين . يبقى السؤال إذا كانت سمات القائد معروفة ووظائفه محددة بكل هذه الدقة فلماذا الفشل الذي أصاب الكثيرين من القادة رغم الجهد الهائل الذي بذلوه للوصول لقمة الهرم المؤسسي ، تبدأ رحلة الفشل مع تجاهله التدريجي لعوامل نجاحه ورفض الرأي المعارض والمشورة الناقدة له واستقطاب من يؤيدون توجهه والإنكار لسابقيه من القادة (نموذج مبارك). وفي عصر مبارك كان هناك ندرة بالغة في القيادات الإستراتيجية المدنية، ومن هنا لجأ غالبية الشعب الي المؤسسة العسكرية وطالب قمة هرمها الهيراركي بالترشح للرئاسة،لما تتمتع به من نهج علمي لتأهيل القادة ناهيك عن الفرز الدوري ومن أهم معاييره الكفاءة والجدارة ، من حس ووجدان شعبي وطني لا يخطئ لإدراكه أنه خدع في الانتخابات الرئاسية 2012موكانت خياراته ونتائجها مأسوية أدت الي الموجه الثانية للثورة في 30/6 وقبل نهاية عام 2014م ، تعبر مصر الانتقالية الثالثة بتحقيقها خريطة المستقبل وللأمانة نقول أن معضلة الجمهورية الثالثةالقيادات وفريق الإدارة الإستراتيجية، فنجاحها يعبر بالوطن الي الأمن والاستقرار استعدادا للانطلاق وفشلها يعني اننا سندخل من جديد انتقالية رابعة، قد يطول أمدها ، وهذا مالا نتمناه مصر ، وفق الله شعب مصر لاختيار قياداتها الإستراتيجية المستقبلية الشابة . لمزيد من مقالات د. عبد الغفار الدويك