أصدر الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء قرارا بإقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر والتحقيق مع المجلس بشأن الأحداث الدموية التي أسفرت عن مقتل أكثر من75 قتيلا ومئات المصابين في أحداث عنف. عقب انتهاء مباراة المصري مع الأهلي في إطار الجولة ال17 من عمر الدوري العام. وكانت الساعات الماضية قد شهدت اتصالات مكثفة من جانب رئيس اتحاد الكرة ومسئولي حكومة الانقاذ الوطني والمجلس القومي للرياضة بعدما طالبوا سمير زاهر بتقديم استقالة جماعية لمجلس إدارة اتحاد الجبلاية وبعد إجراء محادثات هاتفية بين رئيس الاتحاد وأعضاء المجلس حازم الهواري والدكتور كرم كردي والمهندس أحمد مجاهد, والدكتورة ماجي الحلواني ومجدي عبدالغني واللواء صفي الدين بسيوني والدكتور جمال محمد علي رفض مجلس إدارة الاتحاد تقديم استقالته استنادا إلي كونه مجلسا منتخبا من الجمعية العمومية للاتحاد وأنها صاحبة الحق الوحيد في سحب الثقة من المجلس وأمام ذلك أعلن الدكتور كمال الجنزوري إقالة اتحاد الكرة في جلسة مجلس الشعب. ومن المفارقات أن اتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر تعرض في فترة حكومة الدكتور الجنزوري لنفس الموقف لكن بصورة مختلفة حيث قدم المجلس الذي كان يرأسه سمير زاهر عام1999 استقالته تحديدا في شهر أغسطس عقب انتهاء مشاركة المنتخب الوطني في كأس القارات بالمكسيك وتعرض المنتخب الوطني لهزيمة كبيرة أمام المنتخب السعودي ونتيجة للضغوط الجماهيرية طالب مجلس الوزراء عن طريق المستشار طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء في ذلك الوقت الذي نقل رغبة الدكتور الجنزوري في استقالة المجلس بدلا من الاقالة وهو ما حدث في أغسطس1999 رغم أن الاستقالة لم تسهم في تغيير أي وضع. وتأتي المرة الثانية لحل اتحاد الكرة مختلفة حيث تعرض مجلس الجبلاية للإقالة وهو ما ينذر بحدوث صدام خلال الفترة المقبلة في حالة لجوء اتحاد الكرة للقضاء أو الشكوي للاتحاد الدولي للعبة( الفيفا) الذي يرفض تدخل الحكومات في أعمال الاتحادات الأهلية للعبة. وعلم مندوب الأهرام أن غالبية أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المقال رفضوا ذلك وطالبوا بتقديم شكوي للفيفا ضد قرار الدكتور الجنزوري وتصعيد الأمر للاتحاد الدولي خلال ساعات بل إن أحد الأعضاء قام بالفعل بإجراء اتصالات مع بعض العاملين في الاتحاد الدولي لاستطلاع رأيهم المبدئي قبل تقديم الشكوي الرسمية. وكان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا قد قام بإرسال برقية عزاء لاتحاد الكرة كما وصف في اتصال تليفوني مع سمير زاهر أحداث بورسعيد بالكارثة التي هزت العالم وكرة القدم وطالب اتحاد الكرة بضرورة التحقيق في الأمر ومعرفة المخطئ ومحاسبته. وتعليقا علي قرار رئيس حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الدكتور الجنزوري أكد سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة تقبله لقرار إقالة مجلس الجبلاية أمس. وقال زاهر إنه ليس أمامه سوي تقبل القرار بعد الأحداث المآساوية التي شهدتها مباراة المصري والأهلي, وأسفرت عن العديد من القتلي والمصابين. وأضاف أن مجلس إدارة الاتحاد لا يتحمل هذه الأحداث مشيرا إلي أن الانفلات الأمني وأحداث الشغب التي عمت الملاعب المصرية أخيرا هما سبب الكارثة الدموية. وقال سمير زاهر إنه كثيرا ما حذر من تفاقم الأمور وحدوث مالا يحمد عقباه لكن دون جدوي, مشيرا إلي أنه يتقدم بخالص التعازي لجماهير الكرة المصرية بشكل عام والأهلي بشكل خاص. وقد أصدر اتحاد الكرة بيانا أمس جاء فيه ما يلي: بقلوب يعتصرها الحزن والألم ينعي رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم, أبناءه ضحايا مأساة بورسعيد, وليعلم الجميع أن الحرص علي استمرار نشاط كرة القدم بكل مستوياته كان لأهمية الكرة للشعب المصري, وأن هذا الأمر كان أقوي رسالة لتوصيل حالة استقرار نسبي التي كنا قد وصلنا إليها في الفترة السابقة. ولقد كنا متواصلين ومتعاونين مع الجهات المعنية سواء في طلب استئناف المباريات أو تأجيلها أو نقلها أو لعبها بجماهير أو بدون جماهير. لذا فإننا نرفض تماما أن يحاول البعض التنصل من مسئوليته في هذا الوقت العصيب من تاريخ البلاد, ونرفض ان نكون كبش فداء بالباطل عما حدث, وليس تشبثا بالمناصب ولكن احتراما للشرعية وتحقيقا للعدالة, فنحن نطلب تحقيقا منصفا في هذه الكارثة تقدم نتيجتها للرأي العام, وبعد ذلك فإننا مستعدون لتحمل كافة العواقب.