اختتم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية زيارته أمس لدولة الإمارات التى استمرت أربعة ايام التقى خلالها العديد من المسئولين والحكام الإماراتيين. وادلى تواضروس بحديث خاص لقناة «سكاى نيوز عربية» شرح خلاله دور الكنيسة المصرية تجاه القضايا العامة، وشدد على أنها لا تلعب دورا سياسيا. وقال ان موقف الكنيسة من عزل الرئيس السابق محمد مرسى كان موقفا معبرا عن نبض الشارع. واعتبر البابا تواضروس أن العام الذى حكم فيه تنظيم الإخوان المسلمين صهر جميع المصريين فى بوتقة واحدة, خوفا من محاولات سرقة الوطن. وأعلن خلال حديثه موقف الكنيسة من مرشحى الرئاسة قائلا إن كل مرشح يريد معالجة مشكلات مصر بطريقة مختلفة لكن الشعب هو من سيختار الأنسب من المرشحين. وأقام البابا خلال رحلته الرعوية أول قداس له فى دولة عربية بكاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبى مما يؤكد مكانة الامارات الرفيعة لدى قداسته. وقد بعث تواضروس بحزمة من الرسائل خلال تلك الزيارة المكثفة حملت المحبة والسلام والتقدير لدولة الامارات قيادة وحكومة وشعبا خاصة لما تمتلكه الامارات من تاريخ طويل فى دعم الكنيسة المصرية. وقد توجت تلك الزيارة بلقاء مهم مساء أول من أمس مع الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحثا خلالها العلاقات الأخوية التى تجمع البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها. وأكد محمد بن زايد خلال اللقاء النهج الثابت والمتواصل الذى أسسه الشيخ زايد فى وقوف دولة الإمارات بجانب مصر وشعبها. وفى لقاء آخر جمع البابا تواضروس والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، وجه قداسته الشكر والتقدير على مواقف بلاده الانسانية والوطنية حيال الشعب المصري. وقد حرص البابا تواضروس على أن يلتقى جميع حكام الامارات الست حيث التقى فى يوم واحد كلا من حاكم رأس الخيمة وعجمان وأم قيوين. كما التقى أمس قداسته أيضاً مع حاكم الشارقة حيث أشاد البابا خلال اللقاء بالانجاز الثقافى والعلمى لإمارة الشارقة وقدم البابا تواضروس هدية تذكارية له. وحرص البابا خلال هذه الزيارة الرعوية الأولى له لدولة عربية على زيارة مسجد الشيخ زايد وضريحه، فى مدينة أبوظبى ليبعث برسالة أخرى تحمل التقدير والمحبة لمسلمى وأقباط مصر. وفى ختام زيارته للإمارات أمس عقد تواضروس مؤتمرا صحفيا عالميا عبر فيه عن تقديره للرعاية الكريمة التى تحظى بها الجالية المصرية فى الإمارات بشكل عام والأقباط منهم بشكل خاص، مشيدا بما لمسه من تسامح دينى كبير كرسته دولة الإمارات قيادة وشعبا مما يرفع من مقام الإنسان فى هذا البلد الطيب ويسهم فى مد جسور من المحبة والألفة والحوار السامى بين الأديان .