كشفت النتائج الأولية للاستفتاء الشعبى حول تقرير المصير فى عدد من مدن جنوب شرق أوكرانيا عن موافقة الأغلبية الساحقة على الانفصال عن أوكرانيا وقيام جمهوريتهم المستقلة. وفيما بلغت نسبة المؤيدين للانفصال فى مقاطعة دونيتسك التى سبق أن أعلنت عن قيام »جمهورية دونيتسك الشعبية«، ما يقرب من 90%، وتجاوزت نسبة المؤيدين فى مقاطعة لوجانسك المجاورة 96% من عدد الذين شاركوا فى التصويت، وذلك حسب الأرقام التى نقلتها وكالة أنباء »إيتار تاس«، ومن المنتظر إعلان النتائج الكاملة للاستفتاء خلال ساعات. وفى الوقت الذى سارعت فيه العواصمالغربية إلى الإعلان عن عدم اعترافها بنتائج الاستفتاء بينما أعلن الجهاز الصحفى للكرملين صباح أمس عن أن موسكو تحترم الإرادة التى عبر عنها سكان مقاطعتى دونيتسك ولوجانسك. وأشار البيان إلى أن القيادة الروسية تعرب عن أملها فى أن يتم تحقيق نتائج الاستفتاء على نحو حضارى بعيدا عن اللجوء إلى العنف من خلال الحوار بين ممثلى كييف ودونيتسك ولوجانسك«. وأضاف أن »موسكو ترحب بأى جهود للوساطة من أجل بدء الحوار، بما فيها الجهود التى تبذل فى إطار منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا«. ومن جانبه ، قال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية أن موسكو تابعت بالكثير من الاهتمام إجراء الاستفتاء فى ظروف بالغة الحرج شهدت الكثير من محاولات إحباطه من خلال الحشود العسكرية حول مدن جنوب شرق أوكرانيا، ووقوع الاشتباكات التى راح ضحيتها عدد من سكان المنطقة.وفى الإطار ذاته، أعلن ديمترى بيسكوف الناطق الرسمى باسم الكرملين، فى تصريحات نشرتها صحيفة »كوميرسانت«، إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين سيعلن موقفه لاحقا، مشيرا إلى أنه من الصعب التنبؤ بما قد يتخذه من قرارات. ووصف بيسكوف الاتهامات التى توجهها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى إلى روسيا بأنها »غباء سافر«، فيما تساءل عن الأسباب التى حالت دون تدخل الغرب من أجل الحيلولة دون استخدام الآليات العسكرية ضد المدنيين فى مدينتى سلافيانسك وكراماتورسك.ومن جهته، أعرب هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق عن اعتقاده بأن بوتين يسعى إلى التوصل الى حل دبلوماسى للأزمة فى أوكرانيا، غير أنه أكد أن روسيا تنظر الى أوكرانيا على أنها جزء من تاريخها ولا يمكن اعتبارها دولة أجنبية. وفى بروكسل، أعلنت كاثرين آشتون مفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى بأن الاتحاد لن يعترف بنتائج الاستفتاء.