تسعى الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لتطوير المناطق العشوائية، من أجل توفير وإيجاد بيئة سكنية مناسبة تحقق العدالة الاجتماعية والإنسانية، لاسيما فى المناطق الأكثر خطورة . وذلك من خلال المشروعات التنموية والخدمية العملاقة، التي يتحقق بها الأمن والرخاء والنهوض بالمواطن المصري. وعلى صعيد محافظة الجيزة التي تعد واحدة من المحافظات التى تعج بالعشوائيات وتفتقر إلى المشروعات التي يحتاجها مواطنوها، يقول الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة إن المحافظة الآن تختلف عن وضعها قبل ثورة 25 يناير، ويؤكد أن الجيزة العام المقبل سوف تصبح من بين أفضل 10 مدن على مستوى العالم. ويضيف أن عمليات التطوير سوف تستمر بأساليب مبتكرة، وصولا إلى إطار يمكننا من الوصول إلى درجة عالية من الالتزام المجتمعي بالتعاون مع الحكومة، لوضع إطار تنموى حقيقى لمحافظة الجيزة يمثل خارطة طريق، وأوضح أن ذلك سيشمل جميع مدن وقرى المحافظة، بداية من العجوزة وحتى حدودنا مع بنى سويف جنوبا، إلى الخطاطبة شمالا. وقال: إن الخطة الاقتصادية والاجتماعية لهذه المحافظة العريقة صاحبة الحضارة التليدة هى الأداة الأولى لأقامة العدالة والتواصل والديمقراطية، وأنه لا طريق أبداً نحو مستقبل أفضل، يقلل التوتر السياسى ويفتح للمواطن آفاقا للتعبير السلمى البناء عن رأيه، إلا من خلال بناء جدار من الثقة مع محافظته ،ثم مع حكومته، ومن ثم يصبح المواطن الجيزاوى فى ظل حياة جيدة بعيدا عن التوتر ، مستعدا دائما للتمسك بتلك الثقة مع حكومته والدفاع عنها دائما. وأشار المحافظ الى أن ذلك لم ولن يتأتى إلا من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية المتوازنة وتكافؤ العدالة الاجتماعية، لكى تكون دليلا لنا جميعا لتوجيه الخطط التنموية واستثماراتها بعدالة تعود بالنفع على جميع أبناء محافظه الجيزة . وشدد المحافظ على أن كل ذلك لن يتحقق إلا من خلال رفع مستوى الشفافية والإفصاح عن جميع خطط التنمية التى تضعها المحافظة مع مراقبة قوية من الحكومة وهيئات المجتمع والأجهزة الرقابية والفضائية، ومن ثم تصبح الجيزة من خلال توزيع كل استثماراتها التنموية جغرافيا من أفضل10 مدن على مستوى العالم، وليس على مستوى الوطن العربى فقط . ويضيف المحافظ أن أول ثمرة ستشهدها الجيزة هى تنمية محور ترعة الزمر بتكلفة 850 مليون جنيه وبطول 16٫5 كيلو متر ، الذي يمتد من كوبرى والى فى المنيب حتى مطار إمبابة، وسوف يترتب على ذلك إزالة كل العشوائيات التى تعج بها المحافظة. ويشير عبد الرحمن الى أن هذا المحور سوف يعيد للجيزة رونقها وجمالها التي كانت عليه فى بدايات القرن الماضي. وقال إن هذا المحور يذكرنا بكورنيش النيل بعد قيام ثورة 1952، وأن هذا الكورنيش الذى أنشأه عبد الناصر وزكريا محيى الدين والبغدادي جعل من القاهرة أجمل مدن العالم، لاسيما فى نهاية الخمسينيات وفترة الستينيات. وأشار عبد الرحمن إلى أن محور ترعة الزمر سيكون من أكبر مشروعات التنمية، التى سوف تعود بالنفع على المواطن الجيزاوى بصفة خاصة ثم على الدولة بصفة عامة ، وجار تنفيذه الآن على قدم وساق، إضافة إلى مشروعات تنموية أخرى سوف يفتتحها رئيس الوزراء قريبا. رأي الخبراء دكتور مهندس سامى عامر عميد كلية التخطيط العمرانى الأسبق، يقول إن مشروع محور ترعة الزمر يعد مشروع القرن الحادى والعشرين، لاسيما أن ترعة الزمر لم تعد صالحة للرى منذ سنوات طويلة، وباتت مصدرا خطيرا لنقل الأمراض المتوطنة والصدرية والجلدية، بسبب تلوثها الشديد والزحف والهجرة السكانية العشوائية التى تحيط بها من كل جانب. أما الدكتور عبد الهادى حمزة الأستاذ بكلية الزراعة جامعه القاهرة فيرى أن أهل مكة أدرى بشعابها، مشيرا إلى أن الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الحالي كان طالبا فى هندسة القاهرة، ومنذ قرار تعيينه إلى الآن والمحافظة فى رقى وتقدم، ويشهد بذلك كل مواطن جيزاوى من جانبه يؤكد الدكتور شريف مراد عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة الحالى أن مشروع ترعة الزمر لاسيما المنطقة أمام محطة مترو أنفاق الملك فيصل ومحطة مترو جامعة القاهرة تحتاج إلى إزالة تامة ، لأن هذه المنطقة والتى تسمى أبو قتادة من أسوأ المناطق السكانية المكتظة بالسكان على مستوى العالم كله، وهى تشبه إلى حد كبير منطقه الضواحى فى العاصمة الفرنسية باريس، ولذلك تعتبر تلك الخطوة نقلة حضارية هائلة لاسيما ان محور ترعة الزمر يربط جنوبالجيزة بشمالها إضافة إلى أن المحاور التى تخرج منها مثل محور الزعيم جمال عبد الناصر وشارع التحرير ومحور الملكة نازلى متصلة مباشرة بالطريق الدائرى. الأمراض المتوطنة أما الدكتور صلاح هريدى من سكان المناطق المتاخمة لمحور ترعة الزمر فيقول، نحن نقيم فى هذه المنطقة التى كانت فى الماضى جميلة منذ ما يقرب من مائة عام ومشروع محور ترعة الزمر مشروع حضاري راق ويكفى أن مع ردم ترعة الزمر تنتهى كل الأمراض المتوطنة والجلدية والصدرية . ولكن لنا مطلب حيوى عند محافظ الجيزة ، وهى إزالة كل الأكشاك والورش العشوائية التى زادت بصورة رهيبة بعد أحداث ثورة 25 يناير و30 يونيو ،وتتسبب فى فوضى عارمة، وأعتقد أنه لايمكن أبدا التخلص من هؤلاء بسهولة إلافى حالة الاستقرار الأمنى للبلاد. جبرتى بولاق الدكرور ويقول المهندس محمد حافظ «جبرتى بولاق الدكرور» ما شهدته محافظة الجيزة فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو من تطوير وتحديث للبنية الأساسية والطرق وإنشاء المدارس لم تشهده منذ أكثر من خمسين عاما . ويضيف، أن منطقة بولاق الدكرور كانت بمثابة حدائق غناء، «بولاق» باللغة الفرنسية تعنى البحيرة المعطرة، ولكن بكل أسف خراب الذمم فى المحليات على مر السنين بمحافظه الجيزة والهجرة العشوائية من الصعيد جعلت من هذه الحدائق الغناء كتلا خرسانية عشوائية رهيبة، والذى لا يعرفه الكثيرون أن الفنانة الراحلة خالدة الذكر أسمهان كانت تقيم فى منطقة نصر الدين وكان منزلها يطل على ترعة الزمر، وكان مجاورا لها الفنان الراحل عمر الجيزاوى، كما ان فيلا الكابتن محمد لطيف فى شارع ترعة الزمر هى الأثر الوحيد الباقى الشاهد على جمال ترعة الزمر فى الزمن الماضى، لاسيما فى منتصف الثلاثينيات وحتى نهاية الستينيات من القرن الماضى. ويضيف المهندس ممدوح اسماعيل مدير مديرية الطرق بالجيزة ان المشروع القومي للمحافظة بمثابة مشروع القرن الحقيقي لمحافظة الجيزة و هو عبارة عن عمل محور طولي مزدوج بطريق ترعة الزمر بعد ردم الترعة بطول 16 كيلو مترا بدأ من مزلقان المنيب وحتي قرية الكوم الاحمر وان الجدوي من تنفيذه هو أنه يوازي طريق كورنيش النيل و يساهم في تخفيف الكثافة المرورية علي الكورنيش.