حذرت دراسة مصرية حديثة من الارتفاع المطرد فى غازات الاحتباس الحرارى المنبعثة من قطاع النقل فى مصر نتيجة زيادة عدد المركبات بمعدل أكبر من زيادة الطرق، مما يؤدى إلى زيادة تلوث الهواء، وتهديد صحة المواطنين. الدراسة أعدها الدكتور سيد هنداوى الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة القاهرة فى إطار مشروع الإبلاغ الوطنى المصرى الرابع للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ. وأكدت الدراسة أن قطاع النقل من القطاعات الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى مصر التى بلغت نحو 32.3 مليون طن سنويا، كما أنه يعد المصدر الرئيسى لملوثات الهواء التى بلغ معدل انبعاثها أكثر من مليونى طن سنويا، ومعظمها صادر من وسائل النقل على الطرق. وقالت الدراسة إن الانبعاثات تتزايد بمعدل بلغ نحو 5.2 منذ عام 2005 بالنسبة لغازات الاحتباس الحرارى و7.7 بالنسبة لملوثات الهواء، وأنه من المنتظر أن يزيد معدل تنامى الانبعاثات مع الزيادة السنوية فى عدد المركبات مما يؤدى إلى تناقص سرعات السير، وزيادة استهلاك الوقود، ونقص كفاءة الحريق، وزيادة انبعاثات ملوثات الهواء، خصوصا أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات. وأوضحت الدراسة أن عدد المركبات العاملة على الطرق قفز من أقل من مليون مركبة عام 1980 إلى ما يقرب من ستة ملايين مركبة فى سنة 2010، وأن نسبة الزيادة السنوية قد تصاعدت من 4.2 فى الفترة من 2000 2005 إلى 11.8 فى الفترة من 2005 2010. وتُعد الدراجات البخارية والسيارات الخاصة أكثر أنواع المركبات من حيث معدلات الزيادة إذ بلغت نحو 24.1% و12.6 % على التوالى سنويا، بينما بلغت الزيادة السنوية فى الأوتوبيسات نحو 7.9% فى الفترة من 2004 - 2009، ومعظمها فى أوتوبيسات المدارس والرحلات. أما »أوتوبيسات« النقل العام فلم يتعد معدل الزيادة السنوية فيها -فى نفس الفترة- 3.5 % مع أن الاتجاه العالمى لحل مشكلات المواصلات واستهلاك الطاقة هو التوسع فى النقل الجماعي. وبالنسبة لسيارات نقل البضائع فقد بلغ معدل الزيادة فيها فى الفترة من 2005 - 2010 نحو 6.7% يعود إنتاج 22% منها إلى ما قبل عام 1980. وأكدت الدراسة أن معدلات الزيادة فى الأداء لا تتناسب مع الزيادة فى عدد المركبات مما يشير إلى انخفاض الكفاءة والإدارة وارتفاع كثافة استهلاك الطاقة. ويُعتبر غاز ثانى أكسيد الكربون غاز الاحتباس الحرارى الرئيسى مع وجود كمية ضيلة جدا من غازى الميثان وأكسيد النيتروز لا تكافئ أكثر من 0.3% من انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون. وبينما يُعد النقل على الطرق -طبقا للدراسة- المصدر الرئيسى لأكثر من 90% من انبعاثات غازات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات، فإن قطاع النقل البحرى هو المصدر الرئيسى لأكاسيد الكبريت.