استكمالا للمقال السابق فقد اعترضن بعض النساء على ان التحرش يكون فى الشارع فقط بل أنهن يتعرضن للتحرش فى العمل من بعض زملائهن مثلهم مثل الرجال المتسكعين فى الشوارع .. فقد روت لى جارتى عن عملية تحرش تعرضت لها مجموعة من زميلاتها فى العمل بإحدى المؤسسات فقد كان أحد زملائهم يأتى إلى ادارة يتناوب على العمل فيها مجموعة من السيدات منذ الصباح وحتى الساعة الخامسة مساء كل يوم ويقوم هذا الرجل الأعزب بمغازلة من يجدها فى الشيفت ويطالبها بالخروج معه او التحدث اليه فى التليفون ليلا ومرات اخرى حاول لمس إحداهن وكل واحدة منهن كانت تخجل ان تصرح للاخريات بما يحدث لها مع العلم بأن كلهن سيدات متزوجات حتى قررت إحداهن ان تشكوه لرئيسها ومن الصدف ان رئيسها سيدة أيضاً وكانت المفاجأة أن الأخريات أعترفن بما يتعرضن له من نفس الشخص وطالبن المديرة بإتخاذ اللازم لمنع هذا الشخص من دخول المكان ولكن كانت الكارثة أن رفضت المديرة ان ترفع الموضوع إلى رئيس مجلس الادارة أو حتى تعلن رفضها لما يحدث بمعاقبة هذا الرجل وذلك بحجة أنها فضيحة لهن وكل من فى المؤسسة سينظر لهن نظرة غير محترمة !!! لذا مشكلة التحرش لها وجهان الأول المتحرش والثاني المتحرش بها والأول يتمادى فيما يفعله ويكرره مع كل ضحية لانه متأكد ومطمئن أن المرأة المصرية المحترمة تخاف على سمعتها وتخشى نظرات وتعليقات من حولها من النساء قبل الرجال الذين قد يتعاطف أحدهم معها ويتصدى لمثل هؤلاء المتحرشين ليوقفه عن تكرار ذلك معها أو مع أخريات. وفى الأسبوع الماضى عند قراءتى لخبر الحكم بسنة مع النفاذ على متحرش لفظى بسيدة لم تخجل من أن تعلن عن عملية التحرش الذى تعرضت له على الرغم من أنه تحرش "لفظى " فقط إلا أنها وبكل شجاعة أصرت على أخذ حقها منه بالقانون دون خوف من المجتمع حتى لا يتجرأ رجل أخر أن يتحرش بها. وأخيرا أنصح كل إمرأة تتعرض للتحرش مهما كان عمرها بعدم التستر على مثل هذه الآفة التى أصابت بعض الرجال وأن تقدمه للعدالة ليصبح المتحرش عبرة لمن يعتبر .