اللغة العربية مثل من يتحدثون بها تتعرض للظلم والعنصرية من جانب الإسرائيليين وتشير العديد من الدراسات الإسرائيلية إلى أن طلاب المدارس اليهودية ينظرون إلى متحدثى العربية على أنهم أقل شأنا من اليهود ومنذ ثلاث سنوات تقدم أحد أعضاء الكنيست بمشروع قانون عنصرى يطالب بإلغاء اللغة العربية كلغة رسمية كإحدى لغتى إسرائيل الرسميتين إلى جانب العبرية ويأتى اليمين الإسرائيلى على رأس الرافضين والمحاربين للغة العربية حيث يرى الكثير منهم أن هذه اللغة تشكل تهديدا واضحا لإسرائيل وفى حالات كثيرة يتم منع العمال والموظفين العرب من التحدث بالعربية فيما بينهم فى أماكن العمل . و رغم أن العربية لغة رسمية فى اسرائيل فإن المجتمع اليهودى لا يقبل على دراستها كثيرا. وفى شهر يناير الماضى أعلن وزير التعليم الاسرائيلى شاى بيرون وقف تدريس اللغة العربية بالمدارس كمادة أساسية وأبقى عليها كمادة أساسية بالمرحلة الابتدائية فقط مع تقليصها بقدر الامكان ، أما فى المرحلة الثانوية فستصبح دراستها اختيارية ويطبق نظام تدريسها اختياريا فى 37 مدرسة فقط كما أن دراسة العربية فى المدارس الاعدادية غير موجودة خاصة فى المدارس الرسمية الدينية، ويمكن فى عدد من المدارس الرسمية الاختيار بين العربية والفرنسية وقد انتقد المستشرق الاسرائيلى تسفى جباى فى مقالة له بصحيفة إسرائيل اليوم قرار وزارة التربية والتعليم بتقليص تعليم اللغة العربية فى المدارس العبرية حيث كتب يقول : يجب على اليهود تعلم العربية لفهم المحيط الذى يعيشون فيه مشيرا إلى ان هذا الفهم ليس مطلوبا فقط للاحتياجات الامنية والعسكرية لكنه مطلوب ايضا للاحتياجات المدنية والتعامل مع الآخر أما الكاتب الاسرائيلى يردين سكوب فكتب فى صحيفة هآرتس يقول : تعتبر العربية واحدة من أكثر اللغات تعقيدا فى العالم، ومن جملة اسباب ذلك أنها لغة ذات لهجتين الاولى عامية للاستخدام اليومى والاخرى فصحى ولهما صفات لغوية مختلفة. هذا إضافة الى أن أكثر الطلاب ليست لهم معرفة سابقة بالخط العربى كمعرفتهم بالخط اللاتيني. ويضيف إن الوضع الاجتماعى والسياسى يفضى الى أن تكون قيمة اللغة العربية أدنى وكذلك الباعث على دراسة هذه اللغة أيضا. والذين يحسنون دراسة اللغة العربية هم الذين يربطونها بالأمن فتدريس أو تعليم العربية يندرج ضمن اعرف عدوك ولإعداد عناصر المخابرات وقد ثار جدل فى وزارة التربية والتعليم منذ سنوات حول الطريقة التى ينبغى بها تدريس العربية هل ينبغى حصر الاهتمام باللغة العربية الأدبية التى تمكن الطلاب من القراءة والكتابة والترجمة لكنها لا تمكنهم كما يبدو من اجراء حوار بسيط أم فى اللغة العامية للتفاعل مع من حولهم ؟ ذكرت لجنة اهتمت بهذا الشأن فى 2012 وشكلت من قبل الاكاديمية القومية للعلوم أنه لا يوجد تحديد واضح لاهداف تدريس العربية فى إسرائيل .. هل هدف الدراسة هو انشاء صلة بالعرب فى إسرائيل والقدرة على الحديث معهم والتفاعل المباشر مع ما يجرى فى الشرق الاوسط (مثل القدرة على فهم وسائل الاعلام باللغة العربية)؟ أو فتح منفذ لدين الاسلام وثقافته؟ وقد ورد فى بدء تقرير اللجنة ما يلي: يمكن بصفة عامة أن نقول إن أكثر مواطنى اسرائيل ممن انهوا دراستهم لا يفهمون العربية ولا يرون الأدب العربى مصدر إلهام للفكر والابداع وقالت اللجنة فى استنتاجاتها إن هدف تدريس اللغة العربية يجب أن يكون انفتاحا على عالم الشرق الاوسط والاسلام بمنح القدرة على فهم النصوص. وينبغى جعل فهم العربية الأدبية هو الهدف الأعلى لتدريس اللغة العربية فى التربية العبرية . يقول الدكتور يوناثان مندل وهو باحث فى معهد فان لير إنه نشأت هنا لغة جديدة عربية اسرائيلية مخصصة لليهود فقط وتستعمل لقراءة الصحف ولاحتياجات استخبارية. و يشير مندل الى التوجيه الامنى لدراسة اللغة العربية فالجيش هو الجهة الاساسىية التى تضم العدد الاكبر من متحدثى اللغة العربية . يقول مندل: إن مسألة الأدبية او الفصحى والعامية تثور فى دول اخرى وليست هى المسألة الوحيدة. يجب ويمكن المزج بين دراسة الأدبية والعامية وهذا أمر يجرى فى العالم. والسؤال ما مدى استعدادنا للدراسة وما مدى استعدادنا للتغير اذا كنا نريد حقا وبصدق أن يعرف أبناؤنا اللغة العربية ويشير مندل إلى أن احدى الخطط المطبقة اليوم لتدريس العربية فى اسرائيل هى مبادرة خاصة من صندوق ابراهيم لتدريس العربية فى الصفوف الخامس و السادس، وهى تدرس اليوم فى ربع المدارس الرسمية فى اسرائيل. و90 بالمائة من المعلمين الذين يدرسون فيها عرب. لكن المدارس الرسمية الدينية هناك لا تشارك فيها بسبب معارضة قيادات التربية الرسمية الدينية إدخال معلمين عرب الى المدارس .