فجر المهندس محمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادى الاهلى مفاجأة من العيار الثقيل بعد عودته بساعات من عاصمة الضباب لندن بالإطاحة بكل من هادى خشبة مدير قطاع الكرة وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة ومحمد يوسف المدير الفنى للفريق الأول على خلفية الأزمات التى شهدها النادى خلال الايام القليلة الماضية . وقرر طاهر تعيين علاء عبدالصادق مديرا لقطاع الكرة وفتحى مبروك مديرا فنيا مع الإبقاء على الجهاز المعاون بالكامل حتى نهاية الموسم حيث يواصل الفريق المنافسة على مسابقة الدورى وكأس الاتحاد الافريقى لكرة القدم ( الكونفيدرالية ) . وكشفت مصادر عن كواليس تلك القرارات التى وصفها البعض ببداية المذبحة داخل القلعة الحمراء للقضاء على كل الحرس القديم ، حيث إن هناك معلومات وصلت لرئيس النادى بأن الجهاز الفنى ومدير قطاع الكرة سيتقدمان باستقالتهما عقب مباراة سموحه غدا بحثا عن دور الضحية وهو الأمر الذى أثار حالة من الغضب لدى محمود طاهر الذى فضل أن يأخذ القرار بيده قبل أن يقوما به ويضعا المجلس فى موقف محرج. وكان محمود طاهر قد تسلم تقريرا عن تجاوزات الجهاز الفنى عبر وسائل الإعلام بشأن تجديد عقد عماد متعب التى تضمنت إدانة كاملة حسبما قال التقرير وإن هناك تطاولا على أعضاء مجلس الإدارة بشيء مقصود منه إحراجهم وإظهار المجلس وكأنه المتدخل فى شئون الكرة ومسئول عن الإخفاقات الأخيرة أو على الأقل متسبب فيها . كما أظهر التقرير أن الجهاز الفنى أعطى قصة تجديد تعاقد عماد متعب أكبر من حجمها. واتخذ طاهر القرار بعد اجتماع استمر حتى صباح أمس فى حضور محمود علام مدير النادى لعدة اسباب يأتى فى مقدمتها إرساء مبادئ النادى وعدم التفريط فيها خاصة وانهم سبق لهم إقالة الهولندى بونفرير إبان عهد صالح سليم بعد ضياع بطولة الدورى وجاء فتحى مبروك وحصل على كأس مصر من الإسماعيلى فى المباراة الشهيرة ، وقال طاهر خلال الاجتماع انه على أتم الاستعداد لخسارة أى بطولة فى سبيل إرساء المبادئ التى تربى عليها وغرسها رواد النادى ورمزه الكبير صالح سليم، ولا يصح ان يهاجم مدير فنى أعضاء مجلس الإدارة فى وسائل الإعلام وهو ما لم يحدث فى فترات طويلة، كما اتخذ طاهر القرار خوفا من انفراط عقد النادى وأن يخرج آخرون للهجوم على اعضاء المجلس. وجاء قرار رئيس النادى بعد تقرير تسلمه عن واقعة تجديد تعاقد عماد متعب بالرغم من أن التقرير نفسه رفض تصرفات محمد عبدالوهاب عضو المجلس فى إقدامه على تلك الخطوة وهو ما اثار كثيرا من البلبلة وأوجد نوعا من الصدام بين الجهاز الفنى وعبدالوهاب ، وكان يجب على محمد يوسف ان ينتظر عودة رئيس النادى من الخارج لعرض الأمر عليه حسبما قال طاهر له . وتسببت تلك القضية فى تفكير رئيس النادى بشكل جدى فى تشكيل لجنة للتعاقدات وإبعاد أعضاء مجلس الإدارة عن هذا الأمر نهائيا لانه على مدى تاريخ النادى لم يتدخل عضو مجلس فى الصفقات والتعاقدات فى حماية لهم من الشهبات وأن تطولهم الاتهامات وهو ما كان يميز القلعة الحمراء عن غيرها . والسؤال الذى يطرح نفسه ، هل القرارات صائبة فى هذا التوقيت الحرج ولماذا تم تأخيرها حتى هذا الوقت بالرغم من أن هناك وقائع سابقة ؟ ولم يكن أمر إقالة يوسف وعبدالحفيظ وقبلهما خشبة جديدا حيث ان هناك العديد من البوادر تؤكد ذلك خاصة عندما تسلم محمود طاهر جميع الملفات من هادى خشبة مما يوحى بأنه يبعده عن ملف الكرة وكانت الاجتماعات معه لفهم كيف تدور الأمور ليس أكثر وهو ما كان يفهمه مدير القطاع السابق ، وعلى الرغم من محاولات احدأعضاء مجلس الإدارة فتح خط بين هادى خشبة ومحمود طاهر فإن النية كانت مبيتة ولكن القرار كان ينتظر اللحظة الحاسمة بعدما شعر رئيس النادى بإهتزاز شعبية المجلس الذى لم يمض على تعيينه سوى شهر بالتمام والكمال، خوفا من أن تحرقه نار الشائعات التى باتت هى سمة القلعة الحمراء فى الفترة الأخيرة مما اضطر طاهر إلى الإقدام على تلك الخطوة لتوجيه رسالة قوية بأن يد التغيير ستطول الجميع وأنه ستكون هناك تضحية بكل الوجوه القديمة بعدما شعر بأن هناك يدا خفية تعبث فى النادي. وقرار الإقالة لا يقلل من اسم ومجهود وإنجازات محمد يوسف كمدير فنى قدم الكثير للقلعة الحمراء وعمل فى ظروف صعبة يعرفها القاصى والدانى وأحرز بطولة دورى ابطال افريقيا والسوبر الافريقي، ونفس الأمر لهادى خشبه الذى عمل داخل المنظومة الحمراء بجد واجتهاد وقدم مردودا جيد خلال الفترات الأخيرة مثلما كان لاعبا خلوقا ومميزا وكذلك سيد عبدالحفيظ الذى أجبرته ظروف الإصابة اللعينة على الاعتزال المبكر فقدمه المجلس السابق فى العمل الإدارى وقدم مشروع ناجح جدا لمدير كرة نشيط لا يكل ولا يمل. وعقد محمود طاهر اجتماعا مع خشبه ويوسف وعبدالحفيظ نقل خلالها وجهة نظره ومتطلبات المرحلة المقبلة التى تحتاج لتغيير دون شك وتمنى الثلاثى التوفيق للجهاز الفنى المقبل لدعم القلعة الحمراء ومواصلة الانتصارات، كما عقد طاهر اجتماعا آخر مع علاء عبدالصادق وفتحى مبروك للتنسيق حول المرحلة المقبلة ودعم مجلس الإدارة للفريق بكل الامكانات ولن يتوانى عن الوجود معهم فى كل الظروف. علاء عبدالصادق: المهمة صعبة أكد علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة بالأهلى بأن مهمته ليس سهلة خاصة وأنه لايستطيع أن يتأخر عن تلبية النداء، وأضاف بأن المسئولية كبيرة خاصة بعد فترة ناجحة لزملائه السابقين مطالبا الجميع بمساندة النادى ، خاصة واننا سنبنى فريقا. خشبة: أشعر بالارتياح رفض هادى خشبة مدير قطاع الكرة السابق التعليق على قرارات مجلس الإدارة، وقال إنه سعيد بالثمانى سنوات التى قضاها فى موقع المسئولية ويكفيه فخراً انه لم يرتكب أية أخطاء طوال هذه الفترة، وأنه شعر بالارتياح من عناء المسئولية الكبيرة. يوسف : التغيير سنة الحياه صرح يوسف بأنه تولى المهمة فى ظروف إستثنائيه ورغم ذلك نجح أن يحصد بطولة أفريقيا والمشاركة ببطولة كأس العالم للأندية وأشعر أننى أديت مهمتى على أكمل وجه ، ولايوجد شخص يخلد فى مكانه أو عمله وهى سنة الحياه.