مهما هتشتي ومهما تمطر.. يسقط يسقط حكم العسكر.. كان هذا هو الهتاف الأبرز الذي ردده المعتصمون في ميدان التحرير وأمام مبني ماسبيرو عندما هطلت الأمطار فوق رءوسهم منتصف ليلة أمس الأول وحتي صباح أمس وهي الليلة السادسة من عمر الاعتصام الذي بدأوه منذ ليلة الخامس والعشرين من يناير الحالي في الذكري الأولي للثورة, ليؤكدوا أنهم مستمرون في اعتصامهم حتي يعود المجلس العسكري لادارة شئون الجيش, ويسلم السلطة للمدنيين. وعقب ترديد أنباء عن موافقة المجلس العسكري علي تشكيل مجلس رئاسي مدني برئاسة منصور حسن وعودة القوات المسلحة إلي ثكناتها في10 من فبراير المقبل وعدم التدخل في الحياة المدنية أو العمل السياسي انطلقت دعوات متعددة من داخل الميدان وأمام ماسبيرو للعصيان المدني في حالة عدم تسليم السلطة قبل هذا الموعد, كما حث المعتصمون علي الاستمرار في الاعتصام وتحمل ظروف الطقس السييء ومحاولات استفزازهم التي بدأت بالهجوم البلطجي عليهم مساء أمس الأول. وفي ميدان التحرير, انتشرت عشرات الخيام بالحديقة الوسطي للميدان, وأمام مبني مجمع التحرير, ومسجد عمر مكرم, للاحتماء من الأمطار وللمبيت كما بدأ المعتصمون حملة تفتيش لتنقية الخيام ممن وصفوهم بالمندسين والبلطجية, وذلك بعد أن تم الاعتداء علي أحد الشباب مساء أمس الأول ضبطه المعتصمون في وضع مخل مع فتاه داخل إحدي الخيام, واعترف لهم بأن أحد الأشخاص دفع به للمجيء إلي الميدان ونصب له خيمة ليقيم فيها مع صديقته بهدف تشويه صورة المعتصمين, وتصدير صورتهم بشكل مشين. وعادت حركة المرور في الميدان إلي حالتها الطبيعية في جميع الاتجاهات عدا شارعي قصر العيني ومحمد محمود كما شهد الميدان العديد من الحلقات النقاشية حول أساليب الحكم, حيث طالب المتظاهرون بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وسرعة انجاز محاكمات رموز النظام السابق. وفي اعتصام ماسبيرو كان الوضع مختلفا قليلا حيث استمر مئات المعتصمين في قطع طريق الكورنيش في اتجاه واحد وتسببت قلة الخيام في بث روح النشاط إليهم, حيث قضوا طوال الليل في اشعال النيران للتدفئة والالتفاف حولها في حلقات نقاشية حول سبل الخروج من الأزمة, وتأكيد ضرورة استمرار الحالة الثورية حتي تتحقق جميع الأهداف, وداخل الخيام قضي عدد منهم وقته في لعب البلاي ستيشن وترديد أغاني سيد درويش. وتوسط الحلقة النقاشية الأبرز الفنان التشكيلي الدكتور صلاح عناني الذي أكد أن ثورة يناير قد زادت من الوعي السياسي لدي الشعب المصري.