فى عيد العمال أقول إن الاسلام يدعو إلى العمل ويحارب الكسل وينهى عن البطالة والإهمال ويحذر من أن يكون المؤمن عالة أو حملا ثقيلا على غيره يقول الله تعالي: «هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور، ويقول أيضا «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون» وقد دعا الرسول الى العمل قولا وفعلا اذ يقول «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده» ويقول أيضا: «من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له» لأن يأخذ أحدكم حبله على ظهره ويحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه. كما عمل الرسول برعى الغنم فى مكة وبالتجارة فى مال السيدة خديجة رضى الله عنها ليكون قدوة للعمال على مر الزمان ، ولقد اشترك صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فى كثير من الاعمال فى بناء مسجده الشريف ، وفى حفر الخندق، وكان يحمل معهم الطوب والتراب ليؤكد للأمة أن العمل شرف وحق وواجب. وأنبياء الله تعالى كانوا يعملون ويأكلون من كسب أيديهم ليكونوا قدوة لأقوامهم نبى الله داود كان يصنع الدروع من الحديد ونبى الله نوح كان نجارا يصنع الفلك ، وموسى عليه السلام عمل أجيرا وكان أجره مهرا لزوجته. ولقد تربى الصحابة رضوان الله عليهم على المنهج النبوى الكريم الذى يدعو الى العمل المتقن فكان منهم الامام العادل والخليفة الراشد والتاجر الصادق الامين والصانع الماهر والمزارع المحب لأرضه.والعمل سبيل ارتقاء الحياة وأساس عمران الوجود يقول الشاعر: أيها العمال أفنوا العمر كدا واكتسابا... واعمروا الارض فلولا سعيكم أمست يبابا، ونحن فى هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن ينبغى علينا أن نكون على قدر المسئولية فنعتمد على سواعدنا بالمواظبة والاخلاص فى العمل بالبحث عن مجالات جديدة للعمل تدر الخير للفرد والمجتمع. أحمد أبو الوفا صديق فرشوط قنا