بعد قرار الحكومة البريطانية التحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان التى تجرى على أراضيها، بدأت الجماعة التفكير فى نقل مقرها من لندن إلى «جراتس»، ثانى أكبر المدن النمساوية. وفى إطار محاولات الإعلام البريطانى ل«التنقيب» وراء أنشطة الجماعة الإرهابية ورجالها فى لندن، كشفت صحيفة «صنداى تليجراف» أمس أيضا عن أن تونى بلير رئيس الوزراء الأسبق متهم الآن بوجود ارتباط بين مؤسسته الخيرية لتعدد الأديان وإحدى الجماعات الإسلامية المتشددة التى تباشر وكالتا «إم آى 5» و«إم آى 6» التحقيق معها»، وذلك فى إشارة إلى جماعة الإخوان. وذكرت الصحيفة أن مؤسسة بلير الخيرية التى أنشئت عام 2008 للإسهام فى مكافحة الإرهاب تتلقى الآن الاستشارات من قبل شخصيتين إسلاميتين، أحدهما إسماعيل خضر الشاتى أحد مستشارى الحكومة الكويتية وعضو المجلس الاستشارى لمؤسسة بلير ، وهو عضو بارز فى الحركة الدستورية الإسلامية الفرع الكويتى للإخوان والثانى هو مصطفى السيريتى مفتى البوسنة الذى قبل دعوة بلير إلى الانضمام لمؤسسته الخيرية فور إنشائها عام 2008، وهو على علاقة بالتنظيم الدولى للإخوان من خلال عضويته فى المجلس الأوروبى للفتوى والبحوث الذى يتزعمه يوسف القرضاوي. وألمحت الصحيفة إلى أن هذه الاتهامات من شأنها أن تسبب حرجا بالغا لبلير الذى طالما عكف فى الماضى على انتقاد هذا التنظيم، وشبهه ب«الحزب البلشفى»، ووصف أجندته بأنها «غير ديمقراطية». وأدانت صحيفة «كورونا تسايتونج» النمساوية أمس إقدام الإخوان على نقل النشاط إلى جراتس، وقالت الصحيفة إن «مدينة جراتس كانت مقرا لنشاط واسع لجماعة الإخوان وعاش فيها طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس الجماعة. وأضافت الصحيفة أن جراتس تبدو الآن البديل الأنسب للجماعة بعد التضييق الذى تتعرض له فى بريطانيا، وطالبت الصحيفة الأجهزة الأمنية والحكومة النمساوية باتخاذ إجراءات قوية لمحاربة الإرهاب على أراضيها، وحماية جراتس والمدن النمساوية الأخرى من نشاط هذه الجماعات. وفى القاهرة أكد العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى والاستراتيجى ان التنظيم الدولى لجماعة الاخوان يسعى لنقل نشاطه من لندن والبحث عن مكان بديل بعيدا عن الاضواء نظرا للملاحقات الأخيرة التى تواجهها جماعة الاخوان الإرهابية وهو ما اثر بشكل واضح على الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا واللتين كانتا الداعمتين للتنظيم الإرهابى فهناك ضغوط شديدة للرأى العام الداخلى فى تلك الدول والتى تعالت الاصوات فيها خاصة لندن بضرورة طرد عناصر التنظيم من اراضيها، وأضاف عكاشة ان التنظيم الدولى للاخوان يدرس حاليا أكثر من بديل وان كانت النمسا على رأس هذه الاقتراحات باعتبارها مدينة هادئة بعيدة عن الصخب الأوروبى، علاوة على ذلك فإن للاخوان جذورا واستثمارات فيها، وايضا من بين الاقتراحات تأتى بارجواى وارجواى او السودان. وأوضح عكاشة ان لندن ستصبح مجرد منبر عالمى للتنظيم الدولى للاخوان كبديل عن فضائية الجزيرة القطرية الداعمة لهم تحت مسمى الغد الجديد. وقال مصدر أمنى مطلع ان التنظيم الدولى للاخوان يواجه حالة من الارتباك وحملة ضغوط دولية تؤثر بشكل واضح فى كياناته الموجودة من الدول والتى كانت خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى مراكز للانطلاق سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى لمواجهة ثورة 30 يونيو وبعد اتجاه عدد من الدول إلى اتخاذ بعض الاجراءات تجاه جماعة الاخوان وعناصرها الموجودة بدولهم فان التنظيم يسعى خلال الفترة القادمة لايجاد بلدان امنة تستوعب تحركات تكتيكية لعناصره لتلافى حدوث مواجهات مع الدول التى يتمركزون بها حاليا، وسيعتمد التنظيم فى تكتيكه على السرية التامة وعدم الاعلان عن وجود مركز محدد لإدارة مهام ومسئوليات التنظيم الدولي. واضاف المصدر ان من الدول المرشحة فى أوروبا النمسا والمانيا باعتبارهما اكبر دولتين يوجد بهما عناصر تابعة للاخوان فضلا عن الجاليات التركية التى يوجد بهما والتى تشكل مجموعة ضغط قد تساعد فى غض البصر عن تلك الدول على انشطة التنظيم الدولى الموجهة ضد مصر والدول العربية الداعمة لها. ومن جانبه اوضح الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن لندن لم تعد حاليا مكانا امنا يمكن الرهان عليه فى المستقبل لجماعة الاخوان، خاصة اذا انتهت بريطانيا إلى تضييق الخناق على عناصرها. وأضاف حبيب ان الموقف الغربى الان تغير فى مواجهة الجماعة فبعد ان كان من الداعمين لها ليكونوا حزاما مانعا من القوى المتطرفة بعد تحالفهم مع جماعات اسلامية خطيرة مثل تنظيم القاعدة وغيرها. اثر بشكل مباشر على الموقف الغربى ولم تصبح الاخوان قوة مفضلة لدى الغرب. ومن جهته اكد الشيخ نبيل نعيم مسئول تنظيم الجهاد السابق ان الاخوان يسعون بالفعل لنقل نشاطهم من بريطانيا إلى النمسا بناء على تعليمات من المخابرات البريطانية الراعية للاخوان منذ 40 عاما، وتحسبا لاتخاذ بريطانيا اى قرار يحد من نشاطهم. وأشار نعيم إلى ان الاخوان سيقومون بنقل ممتلكاتهم من لندن خاصة السائلة إلى البنوك النمساوية وكذلك التحويلات القادمة من المخابرات التركية والأمريكية ستنقل إلى النمسا بدلا من تركيا. وقال نعيم ان الاخوان لهم وجود تاريخى فى النمسا والمانيا منذ الستينيات مشيرا إلى خطوة نقل نشاطهم من لندن تأتى كإجراء احترازى تحسبا لما ستسفر عنه التحقيقات البريطانية بعد الاحداث الأخيرة التى شهدتها لندن.