فور وصوله إلى أسوان أمس، عقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اجتماعات مكثفة مع ممثلى قبيلتى الدابودية والهلايل، وعدد من مشايخ القبائل فى إطار الجهود الرسمية والشعبية للمصالحة وحقن الدماء وعودة الاستقرار والأمن فى المحافظة، وذلك فى الوقت الذى انتظمت فيه الدراسة فى نحو 25 مدرسة أغلقت أبوابها عقب اشتعال فتنة أسوان. وأكد شيخ الأزهر عقب الاجتماع بممثلى القبيلتين التزامهما بالتوصل إلى التهدئة الكاملة ونزع فتيل الأزمة وحصل على عهد من الطرف النوبى بالالتزام الكامل بالهدنة المقررة حتى لو حدثت أية خروقات. وكان الإمام الأكبر قد وصل إلى أسوان على متن طائرة عسكرية خاصة، على رأس وفد كبير من علماء الأزهر، وسط ترحيب رسمى وشعبى من القيادات السياسية والتنفيذية والدينية. وقد عقد المحافظ مؤتمرا صحفيا، بدأه بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الأحداث، وأعاد سرد الأحداث التى أدت إلى وقوع المأساة وجهود المحافظة ومديرية الأمن، وقال إنه جار حصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين فى إشعال تلك الفتنة. وأكد المحافظ، خلال جولته التفقدية بعدد من مدارس أسوان، إن الدراسة عادت بصورة طبيعية، وتم التنسيق مع مدير الأمن لعمل دوريات ونقاط تمركز شرطية، لتوفير التأمين الكامل للمدارس وضمان سلامة الطلاب والعاملين. ومن جانبه، أكد الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان، رئيس لجنة تقصى الحقائق المشكلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، أنه ليس أمام قبيلتى الدابودية والهلايل سوى احتواء الأزمة، لأن ذلك قرار المجتمع الأسوانى بجميع قبائله. وقال كباش، الذى يشغل أيضا منسق عام لجنة المصالحات ل«بعثة الأهرام» فى أسوان، إن هدف لجنتى تقصى الحقائق والمصالحات تحقيق السلام الاجتماعى بأسوان، معربا عن تفاؤله الشديد بانتهاء الأزمة قريبا، خاصة بعد أن لمست اللجنتان الرغبة القوية لدى قيادات العائلتين فى حقن الدماء. وأشار إلى أن اللجنتين تستمعان الآن لمطالب الطرفين، وسوف يتم تعويض المتضررين جراء الأحداث وترميم جميع المنشآت المتضررة. فى غضون ذلك واصلت وفود القبائل العربية تدفقها على أسوان من أجل المساهمة فى حقن الدماء، وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الدابودية والهلايل.