ينبغى التعامل مع التهديدات التى أطلقها القيادى الإخوانى المقيم فى لندن إبراهيم منير، عن تعرض بريطانيا لخطر الإرهاب إذا فرضت حظرا على الجماعة، بجدية شديدة، لأن تاريخ الجماعة يوضح أنها انقلبت فى كثير من الأحيان على الدول التى دعمتها واحتضنت قادتها، وأشعلت الجماعة نار الإرهاب بهذه الدول. والعلاقة التاريخية بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان معروفة، فأول تمويل تلقته الجماعة عقب تأسيسها عام 1928 كان من شركة قناة السويس التى كانت تسيطر عليها المخابرات البريطانية والفرنسية آنذاك، كما كشفت وثائق بريطانية عديدة عن اتصالات جرت فى جنيف عام 1955 بين مسئولين بريطانيين وقيادات إخوانية بهدف التعاون لاغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وسمحت بريطانيا لسنوات طويلة بإقامة عدد كبير من قيادات الإخوان فى لندن، وافتتاح مكتب إعلامى لهم هناك بشكل غير رسمي، وظنت بريطانيا أنها ستكون بذلك فى مأمن من خطر الأعمال الإرهابية الإخوانية. لكن تطورات الأحداث فى الشرق الأوسط، ووصم الجماعة رسميا بالإرهاب من عدة دول عربية، بعد ثبوت تورطها فى أعمال العنف، والشك فى استخدام الجماعة مقرها فى لندن قاعدة لإدارة الأعمال الإرهابية فى العالم، دفع الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق جاد فى علاقة الجماعة بالإرهاب، وهو ما قد يؤدى إلى حظر أنشطتها فى بريطانيا. وجاء رد الفعل سريعا من إبراهيم منير، بتوجيه التهديدات الإرهابية إلى بريطانيا، وقد سبق أن تعاملت السعودية مع الإخوان كجماعة ذات توجه إسلامي، ووفرت لها الدعم والإيواء لقادتها، حتى فوجئت بتورط الجماعة فى التخطيط لأعمال إرهابية ضد المملكة التى امتدت لها يدها بالإحسان، ولم يكن أمام السعودية من مفر سوى إعلان الإخوان جماعة إرهابية. وهو ما تكرر أيضا مع الإمارات ودول أخرى كثيرة، فالجماعة مستعدة للتعامل مع الشيطان إذا كان سيوفر لها التمويل والإيواء، ولكنها قد تنقلب عليه فى أى وقت إذا كانت مصلحتها الذاتية فى مكان آخر. ويعد مكتب الإخوان فى لندن هو المركز الرئيسى للجماعة فى أوروبا، ويرأسه منير أمين التنظيم الدولى للإخوان وهو الذى أنشأه فى البداية على أنه شركة دعاية ثم تحول إلى مكتب إعلامى للجماعة، وبعد سقوط حكم الإخوان بمصر فى ثورة 30 يونيو، تحول إلى مكتب إرشاد بديل عن مكتب إرشاد الإخوان فى مصر. إن التاريخ يثبت كل يوم أن وجود هذه الجماعة الإرهابية فى أى دولة هو نذير خطر بتعرض تلك الدولة إلى لإرهاب الجماعة فى يوم ما.