لا يمكن أن يكتمل الحديث عن الربيع العربي بين الواقع والحلم دون التوقف بالتأمل أمام أحلام البسطاء من شعب مصر الذين تتعلق آمالهم بالطموح نحو مستقبل أفضل هو الهدف والغاية من ثورة25 يناير. والحقيقة أنه عندما يحلم هؤلاء البسطاء بالحق المشروع في حياة حرة كريمة تحت رايات العدالة الاجتماعية التي تضمن تضييق وتذويب الفوارق بين الطبقات فإنهم لا يكونون معنيين بأكثر من الرغبة في تأمين احتياجات الحاضر وضمان القدرة علي التعامل مع الغد! لقد أصبح قمة الحلم لدي هؤلاء البسطاء هو أن يعود زمن الآباء والأجداد الذين عاشوا سنوات الهناء والسعادة بمفهوم القناعة التي لا تعرف التواكل والطموح الذي لا يقترب من المستحيل! ليست القضية إذن في مجرد التعلق بشعارات ترتفع بسقف المطالب الاجتماعية إلي ما هو فوق طاقة وقدرة الوطن وإنما القضية هي كيف نشترك جميعا في أن نضمن سرعة الانتقال بهذه الشعارات إلي أرض الواقع وحيز التنفيذ من خلال ثقافة جديدة تنتصر للوطنية والانتماء وتخاصم الأنانية والانعزالية وحب الذات! القضية هي كيفية إيجاد أجواء صحية يشعر فيها الجميع حكاما ومحكومين بأن ذلك هو السبيل الوحيد لتجنب مخاطر المجهول الذي يتربص بمن يتخلفون عن الديمقراطية الاجتماعية بمفهوم سياسي واقتصادي رشيد وفهم مفرداته ومفاهيمه.. ثم إن المصائب عندما تحل لا تستثني أحدا! القضية بوضوح هي كيفية حشد كل قوي المجتمع المصري خلف رايات الديمقراطية الاجتماعية التي تلبي أحلام البسطاء من خلال الفعل والإنجاز, وليس مجرد تغيير اللافتات واستحداث الشعارات! إن وضوح الرؤية وجدية الأداء هما أهم ما نحتاجه الآن لكي نشعر بأننا نفعل شيئا يرتقي لمستوي ما نجابهه من تحديات وعندما يحدث ذلك يصبح الحديث عن الأمل في غد مشرق أمرا منطقيا ومقبولا يجد صداه بسرعة وإيجابية في صفوف الرأي العام الذي يصاب بالصدمة إذا لم يكن الشعار المطروح بشأن العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية يحمل في جوهره اختلافا جذريا يؤكد أن الأمر ليس مجرد كلام في الهواء وأن الهدف هو الارتقاء إلي مستوي الحلم في بناء قوة حقيقية للوطن من خلال الدفع بسياسات جديدة تعيد تصحيح الأمور تصحيحا سليما يلبي الأحلام والطموحات المشروعة للبسطاء! خير الكلام: لا قيمة للإسراع بالخطي طالما أنت علي الطريق الخطأ! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله