تحقيق: إنجي البطريق قلق وترقب... هذا هو الوصف الاقرب والادق للحالة التي يعيشها المصريون في المنازل او كما يلقبه البعض بحزب الكنبة خلال يوم25 يناير, منتظرين ما قد تسفر عنه الاحداث لدرجة جعلت بعض الاباء يفرضون نوعا من حظر التجول المنزلي علي الابناء الذين نجح بعضهم في كسر هذا الحظر واستسلم له الاخرون احتراما لمشاعر الاباء أما الوجه الآخر فهو تلك العائلات التي حشدت نفسها ابا واما وابناء متجهين للتحرير او العباسية أو للمشاركة بوجه عام حسب الاتجاه السياسي. بداية تؤكد ايمان رضا طالبة بكلية الاداب جامعة الزقازيق ان تحذيرات والدتها الشديدة لها بعدم الخروج يوم25 يناير وصلت لدرجة انها منعتها من الخروج للدرس وحضور المراجعات الخاصة بالامتحان, معللة ذلك بانه قد تصل الاحداث لتسلل اي عناصر اثناء الاحتفالات ويطلقون النار علي المارة كما نسمع او تحدث مشادات او اشتباك باي شكل من الاشكال رغم اني اعتقد ان الشرقية بعيدة بعض الشئ عن حدوث الشغب لكني سأمتثل لكلمات والدتي حرصا علي طمأنتها واستقرارها النفسي في يوم قلق كهذا. أما أحمد صابر طالب بكلية الحقوق فأكد انه استطاع بالفعل الهروب من حظر التجول الذي فرضه والده وهو من الان مع زملائه يستعد للمشاركة في ميدان التحرير مع مجموعة كبيرة من زملائه خاصة انه انهي امتحانات نصف العام رغم ان والده مازال يحاول اقصاءه عن قرار المشاركة قلقا عليه من حدوث اي توترات في الميدان او اشتباكات او اقتحام للبلطجية بالأدوات التخريبية وغيرها ولكننا جميعا متأكدون ان الامور ان شاء الله ستمر بسلام لاننا سنحاول بقدر الامكان مع غيرنا تأمين الميدان ليكون يوما عظيما للاحتفال بأعظم ثورة. اما محمد عبد الجليل طالب بكلية التجارة فقد انهي امتحانات منتصف العام امس واصر علي المشاركة هو واخيه ولم يجد والدهما مفرا سوي مرافقتهما في ميدان التحرير للمشاركة في الاحتفال وبدلا من الانتظار في المنزل بترقب وقلق مؤكدا ان كل وسائل الاعلام تؤكد ان جميع الجهات الشعبية والحكومية والحزبية حريصة علي تأمين الميدان ومن فيه ليمر اليوم بسلام دون اي خطر ان شاء الله, كما اننا لن نسمح باي تخريب كمشاركين في الاحتفال مهما حاول المخربون. اما محمد السيد- موظف فاكد ان زوجته و ابناءه توسلوا له بعدم الخروج في هذا اليوم حتي لو للتزاور او قضاء مصلحة وحرصت زوجته علي شراء اي احتياجات خاصة بالمنزل حتي لا تضطر لمغادرته تحت اي سبب من الاسباب وسيكتفون بمتابعة الاخبار والبث المباشر عبر التليفزيون حرصا علي عدم الوجود في الشارع خوفا من حدوث أي تباعيات, واضاف انه امتثل لرغبة اسرته خوفا من استغلال البلطجية لانشغال الجميع في الاحتفالات ومهاجمة المنازل والقيام باعمال تخريب ويكون حينها بعيدا عن ابنائه في توقيت قد يحتاجونه فيه خاصة ان لا احد يعرف ما ستسفر عنه الاحداث فالمتربصون كثيرون وكل ما نستطيع فعله هو الدعاء ان يحمي الله مصر ويرد كيد الكائدين ولا نجد انفسنا امام احداث نبحث فيها عن لهو خفي زج بالبلطجية لتنفيذها وتضيف سماح مسعد ربة منزل انها قررت عدم الخروج هي او ابناؤها الصغار او الجامعيون وكذلك زوجها التاجر فلن يبيع او يشتري في هذا اليوم وسيظل في المنزل للضغط علي الابناء بعدم مغادرة المنزل وايضا للحماية اذا اخذت الاحداث شكلا اخر وسنكتفي بالمتابعة المستمرة للاحداث من خلال التليفزيون حتي نطمئن ان الاحتفال مر بسلام وكل ما نملكه هو الدعاء لكل المصريين المشاركين ان يعودوا لمنازلهم سالمين وان يمر اليوم بالخير علي مصر كلها. اما محمد واحمد وعمر عبد العظيم فهم ثلاثة اخوة استطاعوا ان يقنعوا والدتهم بالنزول لميدان التحرير رغم محاولتها منعهم من المشاركة خوفا عليهم الا ان ما اقنعها هو تأكيدنا اننا سنتصل بها كل ساعة و باستمرار لطمأنتها وهي ستتابع عبر التليفزيون واعطيناها وعدا ان في حالة حدوث اي تداعيات مؤسفة فسنعود فورا للمنزل وان كانت مجرد كلمات لتهدئتها لكننا طبعا لن نترك للبلطجة او اعمال التخريب مجالا لتستمر او تبدأ من الاساس فاحتفالنا بثورتنا لابد ان يكون عظيما محترما سلميا كما بدأت ثورتنا سلمية وستسمر علي ذلك رغم انف المغرضين.