لا تزال قضية إسناد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 إلى قطر تلقى بظلالها على الاتحاد الدولى لكرة القدم ( فيفا)، بعد أن أثارت العديد من وسائل الإعلام العالمية علامات استفهام قوية حول جدوى إسناد تنظيم أكبر حدث كروى فى العالم للدولة الخليجية الصغيرة. وقد واجه العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا على مدى اليومين الماضيين، استجوابات من لجنة القيم بالفيفا بشأن منح تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 لقطر، ووسط انتقاد جديد من جانب النقابات العمالية بشأن حقوق العمال هناك. وذكرت صحيفة »ديلى تليجراف« البريطانية أن مايكل جارسيا كبير محققى لجنة القيم التابعة للفيفا سوف يستجوب مسئولين تنفيذيين فى الأسابيع المقبلة بشان التصويت الخاص بكأس العالم الذى جرى فى شهر ديسمبر عام2010. ولايزال 13من بين 22 شخصا أدلوا بأصواتهم أعضاء فى لجنة صنع القرار. يأتى تقرير الديلى تليجراف فى أعقاب تقرير آخر نشرته الصحيفة نفسها، كشفت فيه أن جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق يبدو أنه تلقى نحو 1.2 مليون دولار من شركة مملوكة لمسئول كروى قطرى فى عام 2011. وأشار التقرير إلى أن وارنر طلب الحصول على المبلغ فى ديسمبر 2010، عن طريق إحدى شركاته مقابل أعمال تم إنجازها فيما بين عامى 2005 و2010، أى بعد أسبوعين من تصويت اللجنة التنفيذية للفيفا الذى فازت قطر عن طريقه بحق استضافة مونديال 2022 . وذكر التقرير أن مليون دولار أخرى دفعت لاثنين من أبناء وارنر وموظف لديه. من جانبها، أكدت قطر أنها لم تخرق أى لوائح فى سعيها للفوز بحق استضافة البطولة، وذلك ردا على تقارير جديدة بالفساد. من ناحية أخري، أكدت شاران بورو الأمين العام للإتحاد العالمى للنقابات أن العمال المشاركين فى الأعمال التجهيزية والإنشائية الخاصة بمونديال قطر 2022 يعملون فى ظروف مأسوية للغاية. وقالت بورو فى تصريح لمجلة «استرين» الألمانية أنها زارت ملعب الوكرة فى قطر منذ عدة أسابيع وقابلت هناك العشرات من العمال الذين يبيتون تحت المدرجات فى ظروف معيشية غاية فى السوء. وأضافت أن الحكومة القطرية تكذب انها لم تقم بتحسين ظروف معيشة العمال، كما أعلنت وتتعامل مع الأمر بدون وازع أخلاقي. واتهمت بورو الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) بعدم تحمل مسئولياته فى هذا الموضوع، وأنها أرسلت رسالة إلى الأمير القطرى تؤكد فيها أنه إذا لم تقم الحكومة القطرية بإلغاء نظام الكفالة، فلن يكون هناك كأس عالم فى قطر عام 2022. وأثارت العديد من التقارير الصحفية حول الحوادث غير الإنسانية التى حدثت للعمال فى قطر بمناسبة الإنشاءات والتجهيزات الخاصة بالمونديال عاصفة من الإدانة الدولية. وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن المئات من عمال نيبال قد لقوا حتفهم أثناء العمل فى قطر، يذكر أن العدد الإجمالى للعمال الذين لقوا مصرعهم فى مواقع تنفيذ الإنشاءات الخاصة بكأس العالم وصل إلى 382 عاملاً خلال العامين الماضيين.