رغم الاستعداد لفرض عقوبات ، استبعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدخلا عسكريا أمريكيا فى أوكرانيا، مؤكدا على ضرورة استخدام الدبلوماسية فى المواجهة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بخصوص منطقة القرم.. وذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس أن العملية القانونية اللازمة لتصبح منطقة القرم جزءا من روسيا ستكتمل خلال الأيام المقبلة ، بعد يومين من توقيع الرئيس فلاديمير بوتين معاهدة لضم المنطقة إلى بلاده. ففى مقابلة مع محطة تليفزيون محلية قال أوباما : «لن نزج بأنفسنا فى نزهة عسكرية فى أوكرانيا». وأضاف «لسنا فى حاجة إلى إثارة حرب فعلية مع روسيا» ، وذكر أن الولاياتالمتحدة ستستخدم المساعى الدبلوماسية لممارسة ضغوط على روسيا لتخفيف قبضتها على منطقة القرم فى جنوبأوكرانيا. وأعرب عن اعتقاده بأنه حتى الأوكرانيين يدركون أن التدخل عسكريا ضد روسيا لن يكون مناسبا ولن يكون أيضا مفيدا لأوكرانيا. وقال الرئيس الأمريكى إن الولاياتالمتحدة ستعلن عقوبات إضافية على مدى الأيام القليلة القادمة ضد روسيا، وأضاف أنه إذا فشلت روسيا فى الاستجابة للضغوط الدولية «فيمكنكم أن تتوقعوا أن نتخذ بالتنسيق مع حلفائنا الأوروبيين إجراءات اقتصادية أكثر شدة سيكون لها فى نهاية المطاف تأثير مهم على الاقتصاد الروسي». وأعلنت سامنتا باور سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة أن واشنطن «مستعدة لاتخاذ اجراءات إضافية فى حال واصلت روسيا اعتداءها او استفزازاتها». ورد السفير الروسى فيتالى تشوركين على كلام السفيرة الأمريكية ، معتبرا أن «هذه الشتائم الموجهة لبلاده غير مقبولة». وقال «إذا رغب وفد الولاياتالمتحدة فى تعاوننا حول مواضيع أخرى فى مجلس الأمن فعلى السيدة باور أن تفهم ذلك». وأعلن سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية أن السلطات الروسية سوف ترد على العقوبات التى فرضتها الدوائر الأمريكية بمجموعة أوسع من الإجراءات لم يكشف عن مكنونها. وأضاف : «إن موسكو ستتبع طريقا مناسبا للرد إذا اضطرت إليه» ، مشيرا إلى أن الأهمية التاريخية لما حدث فى الأيام والأسابيع الماضية فيما يتعلق بضم القرم لا يمكن أن بقارن بما تفعله موسكو فيما يتعلق بإيران. من جانبه ، أشاد وزير الدفاع تشاك هاجل أثناء اتصال هاتفى أمس الأول مع نظيره الأوكرانى بموقف ضبط النفس الذى اتخذته القوات المسلحة الأوكرانية فى مواجهة استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم. وقال جون كيربى المتحدث باسم البنتاجون فى بيان إن هاجل «أكد ان الولاياتالمتحدة تدعم شعب أوكرانيا وتدين استخدام روسيا الاتحادية القوة وتواصل الدعوة الى انسحاب القوات الروسية.» يأتى ذلك فى الوقت الذى أجرى فيه وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكرانى إيهور تينيوخ ، وهو أول اتصال على المستوى الوزارى بين موسكو وكييف منذ الاستفتاء الذى تم فى شبه جزيرة القرم الأحد الماضي. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس أن الوزيرين تناولا خلال الاتصال «جوانب مختلفة للأزمة فى أوكرانيا وإجراءات من شأنها وقف تصعيد الوضع فى القرم». واتفق الوزيران على مواصلة الاتصال بينهما ، وعقب الاتصال مباشرة ، تم بالفعل إطلاق سراح الأدميرال جايدوك قائد القوات البحرية الأوكرانية وسبعة من النشطاء الموالين لأوكرانيا فى القرم. وكان الأدميرال جايدوك قد تعرض للاعتقال مع سبعة نشطاء موالين لأوكرانيا أمس الأول خلال احتلال المقر الرئيسى للبحرية الأوكرانية على أيدى قوى موالية لروسيا فى مدينة سيفاستوبول الساحلية بالقرم. وفى موسكو ، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عزمه إتمام الإجراءات القضائية المتعلقة بانضمام شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسى خلال أيام. ويعتزم البرلمان الروسى التصديق خلال ساعات على معاهدة انضمام القرم لروسيا قبل أن يوافق عليها مجلس الاتحاد الروسى فى وقت لاحق من اليوم نفسه. وعلى صعيد مماثل ، صوت البرلمان الأوكرانى أمس على قرار يؤكد أن كييف لن تعترف أبدا بضم القرم إلى روسيا وستناضل من أجل «تحريرها». فى المقابل، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبى أمس فى بروكسل فى جلسة خاصة تستمر حتى اليوم - الجمعة - لدراسة رد ملائم على ضم القرم إلى روسيا والذى حمل كييف على فرض تأشيرات دخول على الروس. من جهتها ، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى كلمة أمام البرلمان إن مجموعة الثمانى التى تضم روسيا ماتت بالفعل ، وأن زعماء الاتحاد الأوروبى سيبدون استعدادهم لتشديد العقوبات على روسيا ومنها عقوبات اقتصادية لها حساسية سياسية.